مصنع الكراسي.. حكاية قلعة صناعية مصرية خلدتها السخرية
تحولت جملة "ورا مصنع الكراسي" إلى ترند واسع الانتشار، قبل مباراة الأهلي المصري وبايرن ميونيخ الألماني بكأس العالم للأندية، فما قصة هذا المصنع؟
تعود قصة مصنع الكراسي إلى ستينيات القرن الماضي، عندما خصص الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، 50 فدانًا لإنشاء أكبر مصنع لصناعة الكراسي في مصر، بحي الوراق بمنطقة إمبابة، لتنتعش مبيعات المصنع ويذاع صيته في بلدان عديدة.
بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبدالناصر عام 1970، وتولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات مقاليد الحكم في مصر، بدأ عصر الانفتاح الاقتصادي، وأصبح مصنع الكراسي غير قادر على المنافسة العالمية، وبدأت رحلة الانهيار، ومع مرور الوقت بدأ العمال في التقاعد المبكر، ولجأت الدولة إلى تطبيق نظام الخصخصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك القلعة الصناعية المنهارة، حتى جاء عام 2012 وتم إعلان إغلاق المصنع رسميا.
تحول المشهد من قلعة صناعية عملاقة تنبض بالحياة، إلى غابة مهجورة مساحتها 50 فدانًا تسكنها الحيوانات الضالة، ويرتادها المشردون، فأصبحت مقولة "ورا مصنع الكراسي" كناية عن الأعمال غير المشروعة، ولكنها كانت مقتصرة على أهالي حي الوراق وإمبابة فقط.
مرت الأيام وبدأت مقولة "ورا مصنع الكراسي" في الانتشار بجميع أنحاء مصر، ولكن في سياق "السخرية" من الخصم والاستخفاف بقدراته، بعدما تحوّر معناها لتحمل دلالة أخرى وهي إلحاق الضرر بالخصم "ورا مصنع الكراسي".
شهرة عالمية
وعن شهرة المقولة عالميا، فهي بدأت عندما لعب نادي بايرن ميونيخ الألماني مع النادي الأهلي المصري مباراة ودية في قطر عام 2012 قبل كأس العالم للأندية، وقبل المباراة نشر بايرن ميونيخ على صفحته في "فيسبوك" مشاركة عن المباراة، وعلق أحد مشجعي النادي الأهلي أن "الأهلي سيأخذكم وراء مصنع الكراسي"، ولاقى تعليقه إعجاب الآلاف، مما دفع القائمين على الصفحة ليسألوا المعلق عن مقصده.
وقتها رفع أحد المشجعين الأهلاوية، واسمه عبدالحميد فودة، لافتة، مكتوب عليها تعليق باللغة الإنجليزية: Al Ahly will take you behind the factory of chairs، ومعناها أن فريق الأهلي سينال من فريق بايرن ورا مصنع الكراسي.
وفي 24 يناير/ كانون الثاني 2016 نشر نادي بايرن ميونيخ الألماني مقطع فيديو يظهر فيه أشهر لاعبيه وهم يرددون جملة "ورا مصنع الكراسي"، مصحوبا بتعليق: " ربما علينا أن نذكركم بين الحين والآخر أين تجدوا منافسي البايرن؟".