تحدي القراءة العربي في مصر.. «بناء الإنسان بالوعي والمعرفة» (خاص)
أكد مسؤولون وفائزون بتحدي القراءة العربي 2024 في مصر نجاح المبادرة في دورتها الثامنة وأهميتها في بناء الأجيال المقبلة.
وشددوا في حديث لـ"العين الإخبارية" على عمل المبادرة على بناء الإنسان والشغف بالقراءة مما يزيد من وعي الأجيال المقبلة وقدرتها على مواجهة الأفكار والتحدث باللغة العربية بشكل سليم.
بناء الإنسان
وقال وزير التربية والتعليم المصري الدكتور رضا حجازي إن 16 مليون طالب مصري شارك في المسابقة من 25.5 مليون أي بنسبة 65%.
وأضاف حجازي في حديث لــ"العين الإخبارية" أن ذلك يأتي في إطار حديث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بضرورة بناء شخصية الأطفال المصريين.
ووجه الشكر لدولة الإمارات على جهودها في نشر الثقافة وحب اللغة العربية عبر تحدي القراءة بالعربي، مضيفا: "نتمنى نشر متعة التعلم في مدارسنا وذلك سوف يجعلنا نجتاز الصعوبات".
أجيال صاعدة
وفي السياق ذاته، أبدى الأمين العام لمؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" محمد عبدالله القرقاوي، سعادته بالحضور المصري المميز في جميع دورات تحدي القراءة العربي منذ إطلاقه في عام 2015.وأضاف القرقاوي في حديث لــ"العين الإخبارية" أنه يشعر بالسعادة من الجيل المصري المشارك وتحدثه باللغة العربية السليمة، لافتا إلى أن المبادرة أتت ثمارها بإخراج جيل يحب القراءة وزيادة الوعي ويفهمون ويستمتعون بها.
وهنأ القرقاوي أبطال تحدي القراءة العربي في مصر، وجميع المشاركين في تصفيات الدورة الثامنة، والأسرة التعليمية في جمهورية مصر العربية، مثمناً الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها وزارة التربية والتعليم للارتقاء بالجانب المعرفي للأجيال الصاعدة.
وبين أن "المبادرة تهدف إلى زيادة عدد القراء والمثقفين ليكون لدينا شعوب عربية واعية مثقفة حريصة على التعلم".
ومن جانبه، قال محمد عادل 8 سنوات أحد الطلاب المشاركين من محافظة الدقهلية، إنه حصل على المركز الرابع على مستوى الجمهورية في مسابقة تحدي القراءة.
وأضاف عادل في حديث لــ"العين الإخبارية" أن والدته حرصت على القراءة له من الصغر، لافتا إلى أنه شارك في المسابقة منذ كان في الصف الأول الابتدائي أي منذ 3 سنوات.
وأكمل أن القراءة غيرت في شخصيته وجعلته شغوفا بالقراءة والكتابة وحب التحديات وإيمانه بقدراته، وطالب أصدقاءه بالقراءة للنهوض بالبلاد.
أما أحمد حنفي من مدرسة المتفوقين وأحد المرشحين الأربعة، فأكد أنه تعلم من أخطاء العام الماضي وتقدم مرة أخرى ليحالفه الحظ بالمشاركة في التصفيات النهائية بالإمارات.
وأضاف في حديث لــ"العين الإخبارية" أن مثله الأعلى هو الدكتور مصطفى محمود، معربا عن أمنيته بنشر العلم الصحيح لجميع شباب الوطن العربي بالقراءة.
وكشف أنه قادم من مسابقة تحدي العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية ليشارك في مسابقة تحدي القراءة ويحصل على المركز الأول بها.
التلقائية والبساطة سر النجاح
وبدوره، رأى الطالب علي محمد علي جبريل من الصف الثاني الثانوي في مدرسة جرجا الثانوية بمحافظة سوهاج جنوب مصر، الفائز بالمركز الأول من فئة أصحاب الهمم أن أهم استعداد للمسابقة هو الاطلاع على الكتب وفهمها والتحدث بتلقائية وبساطة بعيدا عن التصنع.وأضاف في حديث لــ"العين الإخبارية" أن أكثر كتاب غير في شخصيته وأثر عليها هو كتاب "تغير قبل أن تتغير" معربا عن أمله في لقاء الكاتب والأديب عصام يوسف مقدم برنامج العباقرة.
تشجيع الانفتاح الحضاري
ويهدف تحدي القراءة العربي، إلى ترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية، كلغة قادرة على مواكبة كل أشكال الآداب والعلوم والمعارف، وتحبيب الشباب العربي في لغة الضاد، وتشجيعهم على استخدامها في تعاملاتهم اليومية.ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال إطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر، ويشجع الحوار والانفتاح الحضاري والإنساني.
كما يهدف تحدي القراءة العربي، وهو التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، والذي أطلق في دورته الأولى في العام الدراسي 2015 – 2016 بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وترسيخ التحصيل العلمي والمعرفي كثقافة يومية في حياة الطلبة، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي، وصولاً إلى إثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية وتعزيز مكانتها لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع.
وحققت الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي الذي تنظمه مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، مشاركة غير مسبوقة حيث وصل إجمالي الطلاب والطالبات المشاركين إلى 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة، بزيادة تبلغ 13.7%، مقارنة بالمشاركين في الدورة السابعة يمثلون 229620 مدرسة، وبإشراف 154643 مشرف ومشرفة قراءة.
ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال إطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى.