تجربة نفسية.. كيف تسيطر على شريكك بالتنويم المغناطيسي؟
تأثير التحديق الطويل على الإدراك البشري
تمكّن عالم نفس في إيطاليا من استكشاف طريقة مبتكرة لتغيير حالة الوعي دون الحاجة إلى استخدام المواد المخدرة.عبر تجربة نفسية تشبه التنويم المغناطيسي.
أجرى الباحث جيوفاني كابوتو، من جامعة أوربينو، تجربة استثنائية طلب خلالها من 20 متطوعًا الجلوس والتحديق في أعين بعضهم البعض لمدة عشر دقائق متواصلة في غرفة ذات إضاءة خافتة.
شارك في التجربة 20 شابًا، بينهم 15 فتاة، تم تقسيمهم إلى أزواج جلسوا على مسافة متر واحد من بعضهم البعض. كانت الإضاءة في الغرفة مدروسة بعناية، حيث سمحت للمشاركين برؤية ملامح الوجوه بوضوح لكنها قللت من إدراك الألوان. مجموعة ضابطة أخرى ضمت 20 متطوعًا تم تكليفهم بالجلوس والتحديق في حائط أبيض في ظروف إضاءة مشابهة.
المشاركون لم يُخبَروا بالكثير عن أهداف التجربة، التي وُصفت بأنها "تجربة تأملية مع فتح العينين". وبعد انتهاء الفترة المخصصة للتحديق، أُجري استبيانان لقياس التجارب النفسية والبصرية للمشاركين.
نتائج مدهشة
كشفت النتائج أن المشاركين الذين حدقوا في أعين شركائهم عاشوا تجارب نفسية غير مسبوقة. أشار 90% منهم إلى رؤية ملامح مشوهة في وجوه شركائهم، بينما أفاد 75% برؤية وجوه أشبه بالوحوش. من المثير أن 50% منهم رأوا ملامح من وجوههم الشخصية على شركائهم، بينما أكد 15% أنهم شاهدوا وجوه أقربائهم.
أحد الاستبيانات ركز على الأعراض التفارقية، التي تشمل الشعور بالانفصال عن المحيط أو رؤية الأشياء بشكل مختلف. لوحظ أيضًا أن المشاركين في المجموعة التجريبية أظهروا أعراضًا نفسية أكثر عمقًا مقارنة بالمجموعة الضابطة، مما يشير إلى التأثير الكبير للتحديق المطول على الحالة العقلية والإدراك البصري.
تفسير الظاهرة
يرى العلماء أن هذه الظاهرة ترتبط بما يُعرف بـ"التكيف العصبي"، حيث تتوقف الأعصاب عن الاستجابة للمحفزات الثابتة بعد فترة من الزمن، ما يؤدي إلى تشوه الإدراك. كما أن الحركات العينية الدقيقة وغير الإرادية تُساهم في هذه التأثيرات.
تجدر الإشارة إلى أن كابوتو سبق أن أجرى تجربة مشابهة في عام 2020، تضمنت تحديق المتطوعين في مرايا، وحققت نتائج مشابهة من حيث تأثير التحديق على الإدراك. غير أن التجربة الأخيرة أظهرت تأثيرات أكثر قوة، مما يدعم أهمية التحديق بين الأشخاص كوسيلة لدراسة الوعي البشري.