الفوضى تجتاح قطاع الطاقة التركي.. تنقيب خاطئ وتدخلات إقليمية
عمليات التنقيب التركية عن الغاز الطبيعي تتم بشكل خاطئ وفي المكان غير الصحيح في شرق البحر الأبيض المتوسط
فاجأت وسائل إعلام تركية الرأي العام المحلي بمعلومات حول قيام السلطات التركية المختصة في مجال التنقيب عن الطاقة في البلاد، بأعمال البحث في أماكن خاطئة، بعيدة عن المناطق الفعلية.
ونقلت صحيفة "سوزجو" التركية عن "دوغان إيدال" أستاذ الهندسة الجيولوجية، قوله إن عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي تتم بشكل خاطئ وفي المكان غير الصحيح في شرق البحر الأبيض المتوسط، ما يعني تكبد تركيا تكاليف باهظة.
- أردوغان يصدر أزماته الاقتصادية.. شغب لسرقة غاز المتوسط
- "غاز المتوسط" يفضح استراتيجية تركيا "الخبيثة" لانتهاك القوانين الدولية
وبدأت تركيا منذ 2019، عمليات تحريك لسفن التنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية في كل من البحر المتوسط من جهة، وفي المياه الإقليمية بالبحر الأسود من جهة أخرى.
وفي تصريحات لـ "العين الإخبارية"، قال أستاذ الاقتصاد الدولي محمد سلامة (أردني مقيم في السعودية)، إن الخطوة التركية للتنقيب، جاءت بعد نتائج خرائط خرجت بها شركات تركية تتبع وزارة الطاقة في البلاد.
وذكر سلامة أن تركيا بلد لا يملك خبرة في مجالات التنقيب والاستكشاف، بحكم أنه بلد مستهلك للطاقة ولا تتضمن أراضيه مصادر تجارية للنفط والغاز، "لذا جاءت هذه النتائج مغايرة لما تتوقعه".
لكنه اعتبر أن عمليات التنقيب في تلك الأماكن لها أهداف أخرى، مرتبطة بمحاولات اقتحام المياه الإقليمية والسيطرة عليها خاصة مع قبرص إلى جانب خلافات أخرى مع اليونان.
والشهر الماضي، ندد وزراء خارجية الإمارات ومصر وفرنسا وقبرص واليونان، بتحركات تركيا المثيرة للقلق في شرق البحر المتوسط؛ واعتبرت الدول الخمس، في بيان مشترك، التحركات التركية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص ومياهها الإقليمية "غير قانونية".
وشددت على أن التحركات التركية انتهاك صريح للقانون الدولي وهي سادس محاولة في أقل من عام لإجراء عمليات تنقيب غير شرعية عن النفط والغاز الطبيعي، داخل المناطق البحرية لقبرص.
وبحسب تقارير نشرتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وتقديرات شركات التنقيب فإن حوض شرق المتوسط يعد من أهم أحواض الغاز في العالم، حيث يضم نحو 346 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ونحو 3.4مليار برميل احتياطي من النفط.
بلطجة تركيا وطمع رئيسها رجب طيب أردوغان في الحصول على أي مكتسبات من كعكة غاز البحر المتوسط جاءت بعد تحقيق اكتشافات غازية ضخمة أعلنتها دول بمنطقة شرق البحر المتوسط، على رأسها مصر وقبرص، وفقا لتصريحات صحفية لنائب رئيس هيئة البترول المصرية الأسبق المهندس مدحت يوسف.
وأشار محمد سلامة إلى أن فاتورة الطاقة ومستقبل أمن الطاقة من أبرز هواجس تركيا الاقتصادية، "لذا تجاوز الموضوع التنقيب حتى في أماكن خاطئة إلى تدخلات في دول إقليمية بحثا عن الطاقة، خاصة الصومال وليبيا".
وتابع: "فاتورة الطاقة السنوية لتركيا تبلغ قرابة 40 مليار دولار أمريكي، وهو مبلغ يمثل أحد قنوات خروج النقد الأجنبي من الأسواق المحلية إلى الخارج، في وقت تواجه في البلاد أزمة نقد أجنبي.
وفي يناير/ كانون ثاني الماضي، قال رجب طيب أردوغان إن الصومال دعت تركيا للتنقيب عن النفط في مياهه الإقليمية، عبر طلب وجه من الحكومة الصومالية للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية الصومالية، دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
وفي 29 أبريل/ نيسان الماضي، قالت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية إن أردوغان يسعى لنهب ثروات الصومال من النفط والمواد الهيدروكربونية، عبر زعم أنقرة أنها شريك استراتيجي لمقديشو، لكن الحقيقة تقول إن حقول النفط هي الدافع الرئيسي لتقارب أردوغان مع نظام عبدالله فرماجو.
وتركيا الفقيرة في مجال الطاقة التقليدية، وجدت نفسها خارج تحالف منتدى غاز شرق المتوسط الذي أعلن عن ولادته العام الماضي في مصر، تبحث اليوم عن اثبات نفسها في المنطقة من بوابة التنقيب في المتوسط واحتلال الثروات في كل من ليبيا ثم الصومال.
وبحسب بيانات هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية (EMRA)، فإن تركيا تستورد نحو 3 ملايين طن من النفط الخام شهريا، بالإضافة واردتها من الغاز المسال التي تستخوذ روسيا فيها على 60% من واردات أنقرة من الغاز بنحو 15 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
وتبلغ فاتورة استيراد الطاقة في تركيا نحو 3.85 مليار دولار شهريا، ما يعنى تجاوزها 45 مليار دولار سنويا، بحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية ووزارة التجارة.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA=
جزيرة ام اند امز