ليبيا.. جمعيات "خيرية" تمول الهجرة غير الشرعية
رغم تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا، وتزايد الهجمات الإرهابية حول العالم؛ تدفع جمعيات خيرية أموالا للمهربين ليقوموا بنقلهم
رغم تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا، وتزايد الهجمات الإرهابية حول العالم؛ تدفع جمعيات خيرية معنية باللاجئين أموالا للمهربين ليقوموا بنقلهم إلى قوارب الإنقاذ التابعة لهم قبالة سواحل ليبيا.
وفي تصريح لصحيفة ديلي ميل البريطانية، قال أحد كبار مسؤولي خفر السواحل الليبية، إنه لديه دليل على أن وكالات المعونة تدفع أموالا نقدا بالنيابة عن مهاجرين يائسين يرغبون في السفر إلى أوروبا، لكن ليس في إمكانهم توفير النفقات الباهظة التي يطلبها المهربون.
وأضاف العقيد طارق شنبور أنه حصل على تفاصيل بنكية وسجلات هاتفية تثبت أن هذه الجمعيات الخيرية تدفع أموالا إلى عصابات إجرامية تنقل مئات آلاف المهاجرين على قوارب غير صالحة للإبحار؛ ما يتسبب في وفاة الآلاف سنويا.
ديلي ميل قالت إن هذا الادعاء يثير المخاوف من انتقال المتطرفين بين المهاجرين.
ومن جهة أخرى، توضح الجمعيات الخيرية مثل MSF وSave the Children التي تقوم بدوريات قبالة سواحل شمال إفريقيا، إنها توجد هناك فقط لإنقاذ اللاجئين، وإن العمليات التي يقومون بها تنقذ أوراح أشخاص بالقرب من السواحل، وهو ما يعتبره خفر السواحل الليبية تشجيعا للمهربين وتحويل البحر المتوسط إلى مغناطيس للمهاجرين.
ويقول متحدث باسم Save the Children: "لا نتواصل مع مهربين أو تجار بشر، ونعتقد أن جميع المشكلات المتعلقة بالأمن والتهريب تحتاج إلى التعامل معها من قبل السلطات الأوروبية المعنية. نحن لا ندفع إلى المهربين لنقل المهاجرين. بالإضافة إلى أننا نعمل بتنسيق مع خفر السواحل الإيطالية".
لكن يصر العقيد شنبور على أن وكالات المعونة تشجع الآن مزيدا من المهاجرين على القيام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. مضيفا أنه سلم الأدلة التي حصل عليها إلى مسؤولين أمنيين على الحدود الأوروبية في بروكسل، دون أن يدخل في مزيد من التفاصيل.
وتابع أن هذه الجمعيات تدفع ما يصل إلى 450 جنيها إسترلينيا لكل مهاجر يريد السفر. لكنه أوضح أنه يعلم جيدا أن دوافعهم طيبة لكن خاطئة. وأشار العقيد الليبي إلى أنه في جهد يائس لوضع حد لتهريب البشر، لجأ إلى استخدام مليشيا في طرابلس لعمل دوريات حول السواحل إلى جانب قوته الشرطية، معلنا الحرب على المهربين.
وتأتي اتهامات العقيد الليبي بعد شهور فقط من تقرير داخلي أوروبي كشف عن أن مسؤولين بجمعيات خيرية كانوا على اتصال مباشر بمراكب مهاجرين وأعطوهم اتجاهات دقيقة للعثور على سفن الإنقاذ.
وشهد العام الحالي ارتفاعا هائلا في أعداد المهاجرين الذين يحاولون عبور ليبيا إلى لامبيدوزا وصقلية ثم إيطاليا. ووفقا لتقرير استخباراتي مسري، ينتظر ما يزيد على 6 ملايين طالب للجوء بمن فيهم سوريين يفرون من الحرب الأهلية، للعبور إلى أوروبا.
وأدى هذا الارتفاع الكبير في المهاجرين إلى أكثر من 1200 حالة وفاة هذا العام، حيث يستخدم المهربون في ليبيا أساليب مخادعة. وحسب وزارة الدفاع، قامت البحرية البريطانية بإنقاذ 14900 مهاجر بصفة كلية كجزء من جهد أوروبي لكبح تجارة تهريب البشر.
وقالت ديلي ميل إن أحد المحققين في صقلية بدأ بالفعل تحقيقا في علاقة الجمعيات الخيرية والمهربين، متهما المنظمات غير الحكومية بتأجيج أزمة الهجرة في أوروبا.
ومنذ عام 2014، تغيرت الجهود الأوروبين من البحث والإنقاذ إلى السيطرة على الحدود، فيما دفع بعض الجمعيات الخيرية إلى نشر عشرات من البعثات التابعة لها لسد هذه الفجوة.
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg جزيرة ام اند امز