ستارمر على حبل رفيع.. هل يجر ملك بريطانيا للسياسة؟

انتقادات واسعة يواجهها «العمال» في بريطانيا وسط مخاوف من استخدام الحزب الحاكم للملك للترويج لمشروعات الحكومة.

واضطر «داونينغ ستريت» إلى إنكار جر الملك تشارلز إلى السياسة بعد الظهور المشترك النادر للعاهل البريطاني مع رئيس الوزراء كير ستارمر ونائبته أنغيلا راينر.

وشارك الملك تشارلز مع ستارمر وراينر جولة شخصية بالمشروع الضخم الجديد في كورنوال، وتم ترتيب الزيارة إلى نانزليدان، وهو امتداد لمدينة نيوكواي بمساحة 540 فدانًا تم بناؤه على أرض دوقية كورنوال، وذلك بعد مناقشات بين الملك وستارمر اللذين يشتركان في الاهتمام بالإسكان الحديث.

وأعرب ستارمر عن اهتمامه برؤية المشروع، ولذلك عرض تشارلز عليه أن يتجول معه إلى جانب راينر، في خطوة نادرة إن لم تكن غير مسبوقة أن يرافق الملك في مهمة عامة رسمية كل من رئيس الوزراء ونائبه، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.

وأثارت الزيارة اتهامات بأن ستارمر كان يجر الملك إلى السياسة خاصة أنها تأتي قبل أيام من إعلان رئيس الوزراء عن تعهده ببناء 1.5 مليون منزل قبل الانتخابات المقبلة.

«لا»

ردا على سؤال عما إذا كانت الزيارة قبل إعلان حكومي قد تعرض الملك لخطر الانجرار إلى السياسة وأجاب المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء "لا".

وقال "من الواضح أن هذا المشروع يديره القصر والدوقية بالكامل، لكن الحكومة تحدثت أكثر من مرة عن طموحاتها في بناء المساكن، وهو جزء أساسي من خطة التغيير لتوفير 1.5 مليون منزل، ومعالجة أزمة الإسكان التي ورثناها، ودفع النمو الاقتصادي في جميع أنحاء البلاد".

ويتم بناء «نانزليدان» وفقًا لمبادئ التصميم التي يروج لها الملك، مع إعطاء الأولوية للشعور بالمجتمع والمواد والحرفية المحلية، بالإضافة إلى المشي وركوب الدراجات بدلاً من السيارات.

ولا يزال المشروع قيد التطوير، ومن المقرر أن يستمر العمل عليه لمدة 20 عامًا أخرى وعند اكتماله، سيضم المشروع ما يصل إلى 3700 منزل، كل منها مصمم ليعكس التقاليد المعمارية المحلية.

ويجب على السكان الالتزام بمجموعة صارمة من القواعد، مع حظر حبال الغسيل وأطباق الأقمار الصناعية وملكية المنازل الثانية.

وتهدف الدوقية إلى زيادة أسعار الإسكان بصورة معقولة على الأرض من 30% إلى 40% وإنشاء مخطط إيجار خاص لإزالة الحواجز أمام أصحاب الدخل المنخفض.

كما رافق الملك ضيوفه في جولة حول مدرسة نانسليدان التي صممتها وبنتها الدوقية وافتتحها تشارلز رسميًا في مارس/ آذار 2020.

واستقبل 90 تلميذًا يلوحون بالأعلام الملك وضيوفه الذين شاهدوا الأطفال وهم يشاركون في مجموعة متنوعة من الأنشطة.

وظهر تشارلز وراينر يتحدثان مثل الأصدقاء القدامى في حين سأل أحد الأطفال الملك "هل تعيش في قصر؟".