عروض المواهب والموسيقى علاج للمختطفين في أوغندا
جمعت المجموعة 240 شخصًا لتأليف أغانٍ ومسرحيات بناء على تجاربهم.
سنوات من المعاناة عاشها شمال أوغندا نتاج تمرد حركة "جيش الرب للمقاومة"، حيث تعرض آلاف من الأطفال للخطف وخسروا طفولتهم وتحطمت المجتمعات، والآن انتهى القتال. وتساعد مجموعة من الجنود الأطفال السابقين الآخرين على الشفاء من خلال العلاج بالموسيقى.
وفي عرض مواهب حديث نظمته المجموعة، سقطت امرأة على الأرض وهي تنتحب بينما حمل أربعة صغار تابوتًا، ومن ورائها رددت جوقة من النساء: "لقد لمستنا الحرب.. إنها تجعلنا نشعر بالحزن".
وتشكلت مجموعة "قادة الشباب من أجل الترميم والتنمية" العام الماضي بواسطة اثنين من الجنود الأطفال السابقين وبدعم من معهد جولدين ومقره شيكاغو، وأريجاتو الدولية ومقرها طوكيو، وفقًا لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
وجمعت المجموعة 240 شخصًا، أكثرهم من الأسرى السابقين لدى الحركة، لتأليف أغان ومسرحيات بناء على تجاربهم. ولسنوات عديدة قتلت الحركة آلافاً من المدنيين وعذبتهم وشوهتهم واغتصبتهم وخطفتهم، ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة أكثر من 25 ألفا من المحتجزين كانوا أطفالًا، حين أُجبروا على أن يكونوا مقاتلين لحساب الحركة بينما أصبحت الفتيات زوجات بالقوة.
وبالنسبة لسكان أتشوليلاند فالندوب عميقة، إذ قال مدير مشروع في برنامج العلاج بالموسيقى كولينز كيسمبو، إن الاستجابة غير الكافية من الحكومة ومجموعات الإغاثة بعد الصراع تركت العديد من الأطفال المختطفين السابقين يعانون من صدمة حادة، وانطوى العديد منهم على أنفسهم معزولين وممتلئين بمشاعر الغضب، وعندما خذلتهم الكلمات ساعدتهم الموسيقى.
وكان الأطفال الذين تركوا الحركة إما بالهرب أو الإنقاذ أو الهجر قد مُنحوا مرتبة وبعض الصابون والحد الأدنى من المشورة، وعاد العديد منهم إلى العدم حيث قُتلت عائلاتهم وأُجبر بعضهم على قتل والديهم، وحملتهم المجتمعات المسؤولية عن المعاناة التي عاشوها.
وفي عرض المواهب الحديث، مثلت جاكلين أكوت (36 سنة) قصة قريبة من قصتها، فعندما كانت مراهقة تحصد البطاطا الحلوة في الغابة أُخذت إلى الأحراش لتصبح "زوجة"، وعندما هربت كان لديها طفلان.
ورحبت عائلتها بها بأذرع مفتوحة ولكن سرعان ما أصبحت مشبوهة، إذ شعروا بأنه لا يمكن الوثوق فيها أو طفليها بعد أن عاشوا مع المتمردين لفترة طويلة جدًا، فقررت الرحيل والتقت رجلا آخر.
ولكن بعد إنجابها 4 أطفال آخرين وإصابتها بالإيدز طلب منها الرجل إعادة نجليها الأكبر سنًا إلى عائلة والديهما، ولكنها لم تكن قد أخبرته عن اختطافها قط فتركته ورحلت، وبعد أن نبذتها عائلتها للمرة الثانية تعيش الآن في القرية حيث تحيط بها مزارع الكسافا وأشجار المانجو.
وقالت أكوت إن وجودها ضمن البرنامج أبقاها عاقلة، موضحة أنه عندما جاءت المجموعة "بدؤوا في تقديم المشورة لنا"، مضيفة أن عرض المواهب منحها "الكثير من السلام".
aXA6IDE4LjIwNy4yNTUuNjcg
جزيرة ام اند امز