الروهينجا.. الأطفال آباء وأمهات في بنجلاديش
مرض الأهالي يدفع أطفال الروهينجا لتحمل المسؤولية.
ميل كامل تقطعه "طاهرة بيجوم" بمفردها عند الفجر لتجمع الحطب لوالديها المريضين وأشقائها الأربعة، هل يمكن أن يتخيل أحد العبء الهائل الذي تحمله طفلة في العاشرة من العمر ترأس عائلتها في أكبر مخيم للاجئين في العالم؟
أثناء تقطيع فتاة الروهينجا الخضروات في الكوخ المصنوع من المشمع في بنجلاديش، تقول طاهرة إنها تفعل ذلك لأنه لا يوجد أي شخص آخر في أسرتها يمكنه القيام بذلك، فكلا والديها مريض، ولا يمكنهما التحرك بدون مساعدة.
وفقًا للتقديرات، هناك 1400 طفل هم المعيلون الوحيدون لأسرهم في مخيمات اللاجئين المكتظة على طول الحدود البنجلاديشية، حيث سعى أكثر من 600 ألف من مسلمي الروهينجا لإيجاد الملاذ الآمن من العنف المندلع في ميانمار منذ أغسطس/آب الماضي.
وتخشى المؤسسات الخيرية من أن أولئك الأطفال عرضة بصورة خاصة للإصابة بالأمراض والضغط العاطفي من تحمل مثل تلك المسؤولية أو التعرض للاستغلال حيث يكافحون لإعالة أسرهم في مدن الخيام المثقلة.
ويقول المتحدث باسم منظمة "أنقذوا الأطفال" ريك جوفيرد، إن هذا قد يؤدي بهم إلى عمالة الأطفال أو الدعارة الصريحة، وقد تواجه هذه الأسر تصاعداً في زواج الأطفال.
أما بالنسبة لطاهرة، فهي ترعى والديها العاجزين حتى قبل القيام بالرحلة الصعبة من ميانمار، ويبدأ يومها مع شروق الشمس برحلة طويلة إلى الغابة لجمع الحطب المستخدم في الطهي.
عمل شاق تقوم به طاهرة، فهي تحمل الحمولة الثقيلة وتعود بها إلى خيمة الأسرة، المصنوعة من قماش بلاستيكي متشابك مع إطار من الخيزران على منحدر تل مزدحم في بالوخالي.
ولكنها نادرًا ما تأخذ قسطًا من الراحة قبل الشروع في رحلتها اليومية الثانية في الصباح الباكر، وهي التزاحم مع اللاجئين الآخرين لملء جرة من مضخمة المياه الوحيدة في جانبها من المخيمات.
وفي وقت لاحق من اليوم، تحمل طاهرة المتبقي من الحطب إلى السوق المحلي لمقايضته بالإمدادات الأساسية.
وأدى تدفق اللاجئين في الشهرين الآخرين إلى زيادة سريعة وكبيرة في الأسعار، لذلك يتحتم على الطفلة الصغيرة أن تقايض بقوة إلى جانب البالغين للحصول على الطعام والضروريات لإطعام أسرتها وجني الأموال لشراء الأدوية.
وتوضح طاهرة أن جميع أشقائها أصغر منها، ولكونها الأكبر سنًا فهي تؤدي دورها.
ضياع الطفولة
من الشائع في مخيمات الروهينجا رؤية مشهد حمل الأطفال لجرار المياه والاصطفاف عند مراكز الإغاثة أو حمل أكياس الحبوب التي تبلغ أحجامها مثل أحجام أجسادهم.
ويُشكل الأطفال أكثر من نصف الوافدين الجدد البالغ عددهم 607 آلاف شخص، وتقول جماعات الإغاثة إنهم يتحملون العبء الأكبر لأسوأ أزمة لاجئين تحدث في آسيا منذ عقود.
وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، من أن 7.5% من الأطفال المحشورين في أحد المخيمات في مدينة كوكس بازار البنجلاديشية عرضة للوفاة من سوء التغذية الحاد الشديد.
وفي الوقت الحالي، عبر ما يقدر بـ 40 ألف طفل الحدود بمفردهم، فقد قُتل أهاليهم أو هُجّروا بسبب العنف الواقع في ميانمار والتي تصفه الأمم المتحدة بالتطهير العرقي.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg
جزيرة ام اند امز