تحذير من استقطابهم.. ظاهرة تهريب الأطفال الأفارقة في ليبيا تثير الذعر
شكلت ظاهرة تهريب الأطفال من الجنسيات الأفريقية إلى الداخل الليبي قلقا كبيرا لدى الجهات الأمنية والعسكرية جنوبي البلاد.
وتواترت معلومات عن وجود عصابات من جنسيات مختلفة تختص في سرقة الأطفال وتدخلهم إلى ليبيا طمعا في بيعهم وتحويلهم إلى "عمال أو خدم منازل".
وبحسب شهود عيان في المنطقة، فإن ورش منطقة المهدية، الواقعة في الشمال الغربي من مدينة سبها، تعتبر أحد أهم أوكار تجارة المخدرات والخمور، ومنها يتم التصدير إلى باقي المناطق الأخرى.
وأضاف الشهود: "ثاني أكبر الأوكار في المدينة تقع في الطريق إلى حي عبدالكافي شمال المدينة، حيت تتم في تلك المنطقة أغلب عمليات الصفقات المشبوهة للسوق السوداء وتجارة البشر والهجرة غير الشرعية".
وأشاروا إلى أن "الأطفال من الجنسيات الأفريقية أصبحوا يتواجدون بكثرة في شوارع ومناطق المنطقة الجنوبية وبعدد كبير، مما يوحي بأنهم قد يكونوا مخطوفين أو تم الاتجار بهم قبل دخولهم حدود ليبيا الجنوبية".
تحركات في سبها
ويقول الناطق الرسمي باسم مديرية أمن سبها، علي الطرشاني، إن المنطقة تشهد انتشارا كثيفا للأطفال من الجنسيات الأفريقية في مناطق متفرقة منها، خصوصا في منطقة القرضة التي تنتشر فيها ظاهرة التسول بشكل كبير.
وأضاف الطرشاني في تصريح لـ"العين الإخبارية": "بعض العائلات وظفت هؤلاء الأطفال القاصرين في منازلهم كخدم، رغم صغر سنهم وعدم قدرتهم حتى على إعالة أنفسهم".
وبحسب الطرشاني، فإن أعمار هؤلاء الأطفال لا تزيد عن 14 عامًا، مشيرا إلى أن بعضهم هاجروا إلى الساحل طمعا في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية مع مهاجرين غير شرعيين منتحلي الشخصية كأنهم أبنائهم.
ورجح أن تكون هذه الفئة العمرية مغرر بها أو تم خطفها وتجنيدها من قبل شبكات التهريب عن طريق "الكومسرية" وهم مروجي الهجرة غير الشرعية والفئة المسؤولة عن تجارة البشر.
وأكد أن المديرية في تواصل مستمر مع الأجهزة الأمنية الأخرى في المدينة لحصر العدد الموجود في كامل مدينة سبها ليتم بعدها إعادتهم إلى بلدانهم وفق الاتفاقيات والأعراف الدولية.
استخدامهم في الإرهاب
وحذر الباحث الاجتماعي وأستاذ العلوم الاجتماعية، محمد أسطيل، من أن توافد هذه الأعداد الكبيرة من الأطفال المهربين سيشكل خطرا على الأمن الصحي والقومي الليبي.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الأطفال المهربين قد يستخدموا في أعمال عنف فتستقطبهم جماعات إرهابية لنسف مشاريع المصالحة واستهداف الأمن القومي الليبي، منبها إلى أن الأطفال من سن ١٣ إلى ١٨ سنة يسهل خدعاهم والتغرير بهم وتغلب على طباعهم العاطفة".
وتابع الباحث الاجتماعي: "أفضل الحلول هو جمع الأطفال الأفارقة من شوارع مدينة سبها وإعادتهم إلى ذويهم في كل البلدان التي أتو منها"، مؤكدا أن تشغيلهم في هذه السن جريمة يعاقب عليها القانون الدولي.
وتشهد مدينة سبها تحسنا ملحوظا في الناحية الأمنية بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من الجيش الوطني الليبي إلى غرفة عمليات المنطقة الجنوبية.
وبالتعاون مع مديرية أمن سبها استطاع الجيش الليبي تحرير عشرات المخطوفين من جنسيات مختلفة كانوا موقوفين في سجون مهربي البشر والمرتزقة والممنوعات.