الصين تفكك الجدار الأمريكي بالمطارق الأسترالية
تسعى الصين إلى تعزيز حضورها بجوارها الإقليمي بفتح مسارات تعاون مع دول باتت جزءا من تحالفات أمنية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.
واليوم الإثنين، أعلن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في كانبيرا أن علاقة الصين مع أستراليا "تسير على المسار الصحيح" مع تجاوز الشريكين التجاريين نزاعا اقتصاديا مريرا.
وأستراليا الحليف الرئيسي في المنطقة للولايات المتحدة منخرطة في تحالف أمني تقوده واشنطن، لكن تحسين العلاقات مع بكين الشريك التجاري الأبرز من شأنه أن يخفف من حدة التوتر بالمنطقة.
وأجرى لي، وهو أكبر مسؤول صيني يزور أستراليا منذ 2017، محادثات رفيعة المستوى مع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي عقب مراسم ترحيب في مبنى البرلمان.
وقال لي عقب اجتماعهما "في أقل من عام التقيت أنا ورئيس الوزراء ألبانيزي مرات عدة وتبادلنا الزيارات".
وأضاف: "هذا يدل على أن بلدينا يوليان أهمية كبيرة لعلاقتنا وأن هذه العلاقة تسير على الطريق الصحيح للتحسن والتنمية".
وقال لي إنه وألبانيزي أجريا "تبادلا صريحا لوجهات النظر بشأن بعض الخلافات". وكان ألبانيزي قد شدد في وقت سابق على أهمية "الحوار الصريح".
بدأت العلاقة بين أستراليا والصين التدهور في 2018 عندما استبعدت كانبيرا مجموعة هواوي العملاقة من شبكة الجيل الخامس لخدمة الإنترنت الفائقة السرعة لمبررات أمنية.
وبعد ذلك في 2020، دعت أستراليا إلى تحقيق دولي في منشأ كوفيد-19، في خطوة اعتبرتها الصين مدفوعة سياسيا.
وفرضت بكين ردّا على ذلك قيودا تجارية على مجموعة من الصادرات الأسترالية تشمل الشعير ولحم البقر والنبيذ، بينما أوقفت وارداتها من الفحم.
وتحسنت العلاقات الاقتصادية بين البلدين منذ أن تولت حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي السلطة عام 2022 واعتمدت نهجا دبلوماسيا أكثر ليونة تجاه بكين.
وتم تدريجيا إلغاء هذه القيود مع إصلاح العلاقة، رغم أن القيود ما زالت قائمة على صادرات النبيذ الأسترالية.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا. وبلغ حجم التبادل التجاري 327 مليار دولار أسترالي (نحو 202 مليار يورو) في عام 2023.
وتعتبر الولايات المتحدة الصين التهديد الاستراتيجي الأبرز لقوتها في العالم وتعمل منذ سنوات على بناء جدار سياسي لاحتواء فائض القوة الصيني.