بعد المقاطعة الأمريكية.. الصين تحتاج 10 سنوات لصناعة "رقائق إلكترونية"
صناعة أشباه الموصلات في الصين تحتاج إلى أكثر من عقد من الزمن للحاق بأقرانها العالميين بسبب ضعف قاعدة الصناعة
تحتاج صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات في الصين إلى أكثر من عقد من الزمن للحاق بأقرانها العالميين، بسبب ضعف قاعدة الصناعة، بينما تضيف الحرب التجارية مع الولايات المتحدة ضغطا إضافيا على جهود بكين، وفقا لما ذكره خبير صيني.
وقال جاي هوانغ جي، الشريك المؤسس لشركة جادستون كابيتال والمدير الإداري السابق لشركة إنتل في الصين، خلال حدث عام استضافته إحدى المؤسسات البحثية بهونج كونج، الأربعاء، إن "هذه صناعة بالغة الصعوبة والوحشية، وتعتمد اعتمادا كبيرا على التراكم الصناعي طويل الأجل".
وقال هوانغ، الذي غادر شركة إنتل في عام 2015 لتأسيس شركته الاستثمارية الخاصة التي تركز على صناعة أشباه الموصلات "ينبغي أن تكون الصين مستعدة لماراثون لا يقل عن عقد من الزمان".
وأشار هوانغ في حديثه إلى أن الهجرة الجماعية المحتملة من الصين، والتي نشأت عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يمكن أن تولد مزيدا من الضغوط على البلاد، وهي تحاول اللحاق الركب بالصناعة العالمية.
كما قال هوانغ إن الصين متطورة عالميا في مجال تصميم الرقاقات، إلا أن هناك فجوة مدتها 10 سنوات فيما يتعلق بأعمال "سبك الرقائق" (تصنيع الدوائر المتكاملة)، مشيرا إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالمعدات المستخدمة في المسبك فإن الفجوة تكون أكبر لأن الشركات الأجنبية تهيمن على هذا المجال.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "شين لانغ" الصينية تأتي دعوة بكين لتعزيز الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا الاستراتيجية، بما في ذلك صناعة الرقائق، في الوقت الذي تتحرك فيه الولايات المتحدة لإبعاد الشركات الصينية عن المعرفة العلمية الأمريكية وسط حرب تجارية مكثفة بين الولايات المتحدة والصين.
وانتهت محادثات حل الأزمة التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم دون اتفاق هذا الشهر، مما أثار موجة من الإجراءات المستهدفة من قبل إدارة ترامب ضد الصين، بما في ذلك فرض حظر على هواوي من شراء التكنولوجيا الأمريكية.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ الحاجة إلى الاعتماد على الذات والابتكار من أجل مواجهة مختلف التحديات الطويلة الأجل من الولايات المتحدة، وقال شي الأسبوع الماضي "فقط إذا كنا نملك حقوق الملكية الفكرية والتقنيات الأساسية الخاصة بنا فبإمكاننا حينئذٍ تصنيع منتجات ذات قدرة تنافسية أساسية، ولن نتعرض للضرب في المنافسة الشديدة".
وتمت إضافة هواوي، وهي أكبر شركة لتصنيع معدات الشبكات في العالم، هذا الشهر إلى قائمة الكيانات (قائمة سوداء) بوزارة التجارة الأمريكية، بعد أن خلصت إدارة ترامب إلى أن الشركة التي تتخذ من شنتشن مقراً لها تعمل في أنشطة "تتعارض مع الأمن القومي الأمريكي أو مصالح السياسة الخارجية"، مما يمنع من شراء التكنولوجيا الأمريكية، بما في ذلك رقائق البرمجيات.
وفي السنوات القليلة الماضية قامت شركة "هاي سيليكون" -ذراع هواوي المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية- بتطوير شرائحها الخاصة كخطة احتياطية لاستخدامها في منتجات الهواتف الذكية والشبكات الخاصة بها، والتي تعتبر من البدائل لـإنتل وكوالكوم، وفقا للشركة.
وقال هوانغ إن تصميم رقاقة "هاي سيليكون" يتناسب مع النطاق الأساسي للهواتف الذكية مع شركة كوالكوم، وفيما يتعلق بالبحث والإنتاج المحلي فإن هواوي تعمل بشكل أفضل بكثير من منافستها ZTE، والتي اقتربت من حافة الانهيار عقب حظر مشابه من جانب الولايات المتحدة في العام الماضي، ومع ذلك فإن الطريقة التي ستنفذ بها خطة النسخ الاحتياطي تعتمد على توافر البدائل صينية الصنع اللازمة في عملية صنع الرقاقات.
ووفقاً لـ هوانغ: "لن يحدث فرق في المدى القصير سواء كان نسبة توطين الرقائق 99% أم 10% فقط، إذا لم يتم العثور على البديل المحلي للصناعة".
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز