"الدولة إن لم تزدهر تنهار، والحوكمة إذا لم تتقدم تتراجع".
تعكس هذه المقولة حكمة الصينيين القدماء التي تسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار الوطنيين، بعد الصراع الروسي الأوكراني.
سيكون لارتفاع أسعار المواد الغذائية تأثير كبير على التضخم الكلي خاصة على أولئك من ذوي الدخل المحدود والمنخفض. وفي الدول التي تنخفض فيها التنمية مما سيلقي بظلاله أيضاً على الأمن الغذائي والاقتصادي لتلك الدول.
لا يمكن الحديث عن الأمن الغذائي دون الحديث عن الاكتفاء الذاتي، لأنه أساس الأمن الغذائي هو امتلاك سيادة في المجال الغذائي. وإن الأمن الغذائي هو ما يعني ببساطة أنه طالما كان غذاؤك في يدك فلا تقلق على غذائك، مثلما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه يجب علينا الاعتماد على أنفسنا بأن يمسك الصينيون بموارد غذائهم في أيديهم.
يتجاوز إنتاج الصين السنوي من الحبوب 650 مليون طن، مما يحقق الاكتفاء الذاتي من الحبوب لكن القدرة على إنتاج فول الصويا لا تزال حلقة ضعيفة. وفي عام 2021 شكل فول الصويا المستورد أكثر من 85٪ من إجمالي الطلب في البلاد، لذلك فإن تنفيذ برنامج زيادة إنتاج فول الصويا وزيت الصويا، يقلل من الاعتماد على الواردات.
بالمقارنة مع القدرة على الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأرز والقمح والذرة، فإن تحقيق هدف التربية العلمية للبذور وتحسين القدرة على إنتاج فول الصويا هو أمر لا يحتمل التأجيل. يعتبر فول الصويا الآن مسألة مهمة جداً للصين.
ولضمان الأمن الغذائي الوطني، تعمل الصين على زيادة إنتاجها من فول الصويا من خلال سلسلة من التدابير مثل تحسين الأصناف وتقنيات إدارة الحقول:
إن البذور هي بمثابة "الرقائق الإلكترونية" للزراعة التي تحتوي على المعلومات والتقنيات الأساسية لضمان الأمن الغذائي. تستغرق تربية نوع جديد من فول الصويا مدة 10 سنوات على الأقل، وانكب عالم زراعي صيني على دراسة التربية الذكية للبذور من أجل تسريع وتيرة البحوث والتطوير للأصناف الجديدة. في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، تعمل الصين على زيادة إنتاج السلالات الحالية بنسبة 50 في المائة؛ أي 10 ملايين طن في السنة ليحل ذلك محل عشر الواردات، وبالتالي زيادة إنتاج زيت الصويا وفول الصويا ورفع نسبة الاعتماد الذاتي في الإنتاج.
تقوم الصين بتشجيع "الزراعة المصاحبة" للذرة وفول الصويا؛ لضمان إنتاج ثابت لكلا المحصولين، وتحسين قدرة إنتاج فول الصويا وزيته وتعزيز زراعة مختلطة لفول الصويا والذرة على نطاق واسع. وهو جزء من جهود الدولة لضمان الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على واردات الحبوب.
إن الأمن الغذائي هو قضية أساسية تتعلق ببقاء البشرية. ومنذ عام 1979، انتشر الأرز الهجين الصيني إلى ما يقرب من 70 دولة في خمس قارات، مما قدم مساهمات بارزة في زيادة إنتاج الحبوب والتنمية الزراعية لمختلف الدول وتوفير حل لمشكلة نقص الغذاء في الدول النامية.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن حالة الأمن الغذائي العالمي خطيرة ومعقدة في الوقت الحاضر.
وترغب الصين في مواصلة بذل الجهود مع الدول الأخرى في العالم للالتزام بالمصير المشترك والتضامن، ودفع مبادرات التنمية العالمية، وتعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي والحد من الفقر، وتقديم مساهمات أكبر لتسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وبناء عالم خالٍ من الجوع والفقر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة