الصين تسعى لحجز مقعد على طاولة المفاوضات الكورية
زيارة لوزير الخارجية الصيني إلى كوريا الشمالية لم تحدث منذ 11 عاماً تشير إلى رغبة بكين في الانضمام إلى المفاوضات الكورية المستقبلية.
أعلنت الصين عن زيارة وزير خارجيتها، وانج يي، إلى كوريا الشمالية، الأربعاء المقبل، في الزيارة الأولى من نوعها منذ 2007، وهو ما يراه المحللون أنه قد يظهر رغبة بكين في الانضمام إلى المرحلة المقبلة من المفاوضات بين الكوريتين والولايات المتحدة.
الزيارة تأتي قبل لقاء تاريخي مرتقب بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لو كانج، في بيان له الإثنين، إن وانج سيزور يومي الأربعاء والخميس بيونج يانج بناء على دعوة من نظيره الكوري الشمالي ري يونج هو.
وتعد الصين هي الشريك الاقتصادي الكبير الوحيد لكوريا الشمالية، لكن التجارة بينهما تراجعت بنسبة 90 % بعد فرض بكين عقوبات اقتصادية على بيونج يانج على خطى مجلس الأمن القومي بسبب اختباراتها النووية والباليستية المتكررة، حسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية.
وكانت آخر زيارة رسمية صينية إلى كوريا الشمالية عام 2007 عندما سافر وزير الخارجية حينها يانج جيتشي، ومنذ ذلك الحين خلال السنوات الأخيرة اعتمدت بكين بشكل أكبر على القنوات الدبلوماسية للحزب الاشتراكي الحاكم للاتصال بالمسؤولين في بيونج يانج.
ونقلت صحيفة ""ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية عن دبلوماسي كوري جنوبي - لم تذكر اسمه - أن الصين قد لا تحظى بمقعد على طاولة الحوار بشكل مبدئي.
وأشار الدبلوماسي الكوري الجنوبي إلى توقعاته بانضمام الصين إلى المفاوضات فقط فيما يخص إنهاء الحرب الكورية رسميا، كونها كانت أحد الأطراف الرئيسية فيها، لكنها قد لا تشارك في عملية نزع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية التي تريد الولايات المتحدة قيادتها.
ورأى تشاو تونج، الباحث في برنامج السياسة النووية بمركز كارنيجي - تسينغوا للسياسة العالمية، أن زيارة وانج لكوريا الشمالية قد تكون دليلا على رغبة الصين القوية للانضمام إلى المفاوضات المستقبلية بشأن الأوضاع على شبه الجزيرة الكورية.
وتأتي زيارة وانج بعد زيارة سونج تاو، رئيس اللجنة الدولية في الحزب الاشتراكي الحاكم بالصين، إلى كوريا الشمالية في وقت مبكر من أبريل/ نيسان، وهي ما كانت علامة أخرى على تحسن العلاقات بين بكين وبيونج يانج بعد الزيارة التاريخية لكيم جونج أون للعاصمة الصينية في مارس/ آذار الماضي.
وأشار تشاو إلى أن زيارة وانج يبدو أنها تحمل اجتماعات أبرز من زيارة سونج، وتحمل معنى أكثر أهمية من سابقتها، لافتا إلى أن الصين مهتمة بمعرفة ماذا كانت تعني الكوريتان بتعهدهما، الجمعة الماضي، بالعمل سويا لإنهاء الحرب الكورية رسميا من خلال المحادثات الثلاثية أو الرباعية.
وأوضح تشاو أن الصين قد تكون قلقة حيال عدم حصولها على مقعد على طاولة الحوار الكورية إلا بعد انتهاء المفاوضات بين الكوريتين والولايات المتحدة حول نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، مضيفا أن وانج قد يقنع بيونج يانج للتصرف حيال المفاوضات الرباعية ما يضمن مشاركة بكين في المحادثات المقبلة.
وأضاف تشاو أن وانج قد يحمل أيضا رغبة بكين في المشاركة بأي تفتيشات نووية مستقبلية داخل كوريا الشمالية، وهو ما يضيف إلى شرعية مشاركتها في المفاوضات المستقبلية الخاصة بشبه الجزيرة الكورية، مؤكدا أن الصين دولة نووية رسمية ومن المعقول مراقبتها لعملية نزع السلاح النووي في بيونج يانج.