مهمة الصين على سطح القمر تمهد الطريق لحياة الإنسان بالفضاء الخارجي

الصين تسعى للالتحاق بركب استكشاف الفضاء، وحال نجاح مشروعها سيمهد الطريق للبشر ليعيشوا في الفضاء الخارجي

يمكن لمهمة الصين على سطح القمر أن تحول الخيال العلمي إلى حقيقة، حال نجحت في زراعة أول زهرة على القمر، وهي تجربة قالت إدارة الفضاء الوطنية الصينية إنها ستنشرها قريباً. 

• الصين تستعد لأول محاولة بشرية للهبوط على الجانب المظلم للقمر
• تعاون أمريكي صيني وراء نجاح الهبوط على الجانب المظلم للقمر

وعندما هبطت مركبة الفضاء الصينية "تشانج آه -4" على الجانب الآخر من القمر في 3 يناير/كانون الثاني الجاري، كانت حمولتها تحتوي على حاوية محكمة تعرف باسم "دائرة إيكولوجية صغيرة على سطح القمر".

واحتوت تلك الحاوية الأسطوانية المصنوعة من الألومنيوم، ذات الارتفاع البالغ 18سم وقطر 16سم، على بيض دودة القز وبذور للبطاطس ونوع من حب الرشاد.

وتصل تكلفة هذه الحاوية التي لا يتعدى وزنها 3 كيلوجرامات، نحو 10 ملايين يوان، أي ما يعادل (1,5 مليون دولار أمريكي)، وتكلف الكاميرا الداخلية للحاوية وحدها 600 ألف يوان.

وإذا سارت الأمور على نحو جيد، فإن كلا النباتين سيقوم بالتجذر وينبت في الحاوية، مما ينتج أول زهرة على سطح القمر في نهاية فترة تجريبية تستغرق مائة يوم، وفقاً لوكالة الفضاء.

وفي هذه الأثناء، سيكمل بيض دودة القز دورة الحياة الكاملة من الفقس إلى العث.

ووفقاً لشبكة أخبار "ichan Feng" الصينية، لم تكن هذه التجربة هي الأولى لنمو النباتات في الفضاء، ففي 16 يناير/كانون الثاني عام 2016، شاركت وكالة ناسا الأمريكية، صوراً لزهرة "زينيا" في نظام مصنع على متن محطة الفضاء الدولية التي تدور حول 300 كم فوق الأرض.

ولن تكون عملية زراعة النباتات سهلة؛ حيث يمكن أن ترتفع درجات الحرارة على سطح القمر أكثر من 100 درجة مئوية (202 درجة فهرنهايت) في النهار، وتنخفض إلى 100 درجة مئوية في الليل، بالإضافة إلى الإشعاع الصادر عن الشمس وانخفاض الجاذبية.

وقال البروفيسور شي جينغ شين، العالم الصيني المسؤول عن تجربة المحطة القمرية، إنه إذا نجح المشروع فإنه سيشير إلى أن الصين قد التحقت بركب استكشاف الفضاء، وسيمهد الطريق للبشر ليعيشوا في الفضاء الخارجي.

كما أشار شي إلى أن الفريق قام بتصميم الحاوية للحفاظ على درجة حرارة تتراوح بين 1 و30 درجة، والسماح بوصول الضوء الطبيعي، وتغذية النباتات بالماء المحاليل المغذية.

وأضاف أن دودة القز تستهلك الأكسجين الذي تطلقه النباتات، وتطلق ثاني أكسيد الكربون وتخصب النباتات بروثها.

وقال أيضاً إن الفريق سيقوم بإجراء تجربة مماثلة على الأرض للمقارنة.