شيخوخة السكان في الصين تخلق أزمة ديون جديدة
ارتفاع مستوى شيخوخة السكان الصينيين في طريقها لخلق أزمة ديون جديدة لبكين مع تزايد العجز في المعاشات التقاعدية.
حذر خبراء صينيون من أن ارتفاع مستوى شيخوخة الصينيين في طريقه لخلق أزمة ديون جديدة لبكين مع تزايد العجز في المعاشات التقاعدية، وفي الوقت الذي تكثف فيه الحكومة جهودها بألا يعرقل ارتفاع الديون اقتصاد البلاد.
وتعني الشيخوخة في البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم أن اشتراكات المعاش التقاعدي من قبل العمال والموظفين لم تعد تغطي مستحقات المتقاعدين، وأن الفجوة بين الأموال المدفوعة كأقساط للتأمين الاجتماعي يدفعها العاملون، وبين الأموال التي يتم صرفها للمتقاعدين، أخذت في الاتساع مع ازدياد عدد المُسنين المتقاعدين في الصين وتراجع عدد القوى العاملة.
وبحسب البيانات المُعلنة من قبل وزارة المالية، ارتفعت نفقات المعاشات التقاعدية بنسبة 11.6 % لتصل إلى 2.58 تريليون يوان (409.4 بليون دولار أمريكي) في عام 2016، مُحملة بذلك ديونا على عاتق الحكومة الصينية تصل إلى نحو 429.1 مليار يوان من أجل تغطية هذا العجز.
وقال وانغ ده هوا، الباحث في الاكاديمية الوطنية للاستراتيجية الاقتصادية في بكين، إن هذا العجز سيصل إلى 600 مليار يوان هذا العام، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 890 مليار يوان بحلول عام 2020 إذا لم يتم اصلاح النظام، مؤكداً على أن "مخاطر المعاشات التقاعدية" هي أكبر المخاطر المالية التي تواجه الصين في الوقت الحالي.
ويعرقل هذا العجز في صندوق المعاشات التقاعدي مساعي السلطات الصينية إلى كبح النمو المتفشي في ديون الشركات، ما يعني أن الحكومة ستحتاج إلى تمويل العجز المتزايد في السنوات المقبلة.
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية أنه على الرغم من أن الإيرادات الحكومية زادت بنسبة 7.4 % في العام الماضي، وهو أول تسارع لها منذ عام 2011 – إلا أن من غير المحتمل أن يستمر في الارتفاع وسط تباطؤ النمو الاقتصادي، وبطبيعة الحال من شأن ذلك أن يحد من قدرة بكين على تغطية العجز الذي قد يدفع صانعي السياسات إلى اللجوء للاقتراض لسد الفجوة.
وكانت الحكومة الصينية أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 إن عدداً من الشركات والمؤسسات المالية الكبرى المملوكة للدولة ستنقل نحو 10% من اسهمها المملوكة للدولة إلى صناديق الضمان الاجتماعي للمساعدة في تخفيف ضغط دفع المعاشات التقاعدية.
وسبق أن قال خبراء إن عدد المسنين في الصين يتزايد بسرعة كبيرة، ومن المتوقع أن يبلغ حوالي ربع سكان الصين 60 عاماً أو أكثر بحلول عام 2030، ما يعني بالضرورة انخفاض عدد السكان في العمر الإنتاجي.
في حين قال وزير المالية الصيني السابق منذ أيام إن النظام المالي في البلاد أصبح مشوهاً للغاية، وإن "احتمالية أن تخلق المخاطر المالية للصين، أزمة عالمية جديدة، كبيرة جداً".