التدخين يعجّل بشيخوخة مبكرة للجلد
التدخين يهدد بسرعة ظهور علامات الشيخوخة المبكرة إذا أردت أن تبدو أكثر من سنك الحقيقي واصل التدخين
كشف روبرتو جلوريو، طبيب الأمراض الجلدية والأستاذ بجامعة بوينوس أيرس بالأرجنتين، أن التدخين يأتي ضمن أهم العوامل الخارجية التي تساهم في أن يبدو الشخص أكبر سنًا من عمره الحقيقي بجانب التعرض للشمس واحتساء الكحوليات.
ووفقًا للدراسات فإن الإقلاع عن التدخين يبطئ عملية شيخوخة الوجه ويؤخر ظهور التجاعيد.
وأشار الأكاديمي إلى دراسة نشرت في مجلة (إبيدميولوجي) تفيد بأن نسبة تصل إلى 40% من العوامل التي تسهم في التقدم في السن تكون خارجية المنشأ.
وأكد "جلوريو" أن التدخين يحدث اضطرابات في الجلد مثل التجاعيد المبكرة، والبقع الصفراء في الأصابع، والتصاق رائحة التبغ بالجسد، علاوة على السرطان.
وفيما يتعلق بالتجاعيد، أوضح المتخصص أن التدخين يقلل مستويات فيتامين (A) بالجسم، ما يحدث بدوره خللا في كمية ونوعية الكولاجين والإيلاستين.
ويقول إنه من الملاحظ أن تجاعيد المدخنين أكثر تقاربا وعمقا ويكون محيطها محدد بشكل ملحوظ على البشرة، كما أكد الخبير أن العلاقة بين التدخين والتجاعيد تظهر بوضوح في الرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما.
وأوضح الخبير الأرجنتيني أن النيكوتين يؤدي إلى انخفاض ضخ الدم للأطراف. فأول أكسيد الكربون الناجم عن الدخان يزيح الأكسجين من الهيموجلوبين بالدم، ما يقلل كمية الأكسجين التي تصل إلى أنسجة الأطراف، كما أنه يزيد لزوجة الدم عبر زيادة التصاق الصفائح الدموية وعدد كريات الدم الحمراء.
وأوضح الخبير أن عدة دراسات تفيد بأن من يدخنون علبة تبغ يوميا تزيد لديهم بنسبة 3 مرات احتمالات الإصابة بالنخر (الموت المبكر لخلايا الجسم الحية) مقارنة بغير المدخنين، ولهذا السبب ينصح بوقف التدخين قبل وبعد أسبوع من الخضوع لعملية جراحية.
سرطان الشفاه:
وقال الطبيب الأرجنتيني إن اللون الذي يظهر على الشفاه جراء تدخين السجائر أو الغليون (البايب) يمكن أن يسبب سرطان الشفاه مع مرور الوقت. وأضاف أن 80% ممن يعانون من سرطان الشفاه مدخنون، وهذه الخطورة تتزايد حين يضاف التدخين إلى التعرض للشمس.
وكان خبراء هيئة الصحة البريطانية الوطنية قد أكدوا أن التدخين يقلل المرونة الطبيعية للجلد؛ لأنه يتسبب في تدمير الكولاجين ويخفض إفرازه، وأوضح الخبراء أن إفراز "الكولاجين" يتدنى بشكل طبيعي مع التقدم في السن، ما يتسبب في ظهور التجاعيد، ولكن التدخين يجعل هذا الأمر يحدث مبكرًا.
وعلى نفس المنوال، أوضحت الأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية والتناسلية أن الحفاظ على مظهر الشباب مع مضي الأعوام يرتبط بتجنب بعض الأسباب الخارجية، مثل الشمس والتوتر والكحوليات والمخدرات والتلوث والتبغ.
وراثة وعادات:
الجينات الوراثية ليس كل ما يرجع إليه مظهر بشرتنا وكيفية تغيره مع تقدم العمر. فوفقا للأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية والتناسلية، تؤثر الوارثة فقط على 25% من عملية شيخوخة الجلد.
أما العناصر الثلاثة الأخرى المسؤولة عن هذا الأمر فترتبط بنا نحن، وتتوقف على كيفية قيامنا بالاعتناء بجلدنا وبجسدنا بشكل عام، بحسب الأكاديمية، التي تؤكد أن التدخين أحد أكثر الآفات ضررا بالجلد.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور روبرتو جلوريو، طبيب الأمراض الجلدية والأستاذ بجامعة بوينوس أيرس بالأرجنتين إن أبحاثا متباينة أثبتت أن التدخين إلى جانب التعرض للأشعة فوق البنفسجية دون حماية يشكلان عنصرين أساسيين في تشخيص شيخوخة الجلد المبكرة.
ونشرت دراسة في مجلة "Archives of Dermatology" أن التدخين يؤثر أيضا على المناطق بالجلد غير المعرضة لأشعة الشمس، وأن درجة الشيخوخة المبكرة تتوقف على معدل التدخين اليومي.
وشدد متخصص الأمراض الجلدية على أن الإقلاع عن التدخين تظهر آثاره الإيجابية على الجلد على المدى المتوسط والقصير، مبينا أنه على الرغم من وجود العديد من العلاجات المتاحة لشيخوخة الجلد، فإن الوقاية من التعرض للعوامل المؤكسدة الضارة بالبشرة هو الأساس.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg جزيرة ام اند امز