دراسة: الصين منعت 700 ألف إصابة بفيروس كورونا
الباحثون فحصوا تحركات 4.3 مليون شخص من مدينة ووهان قبل حظر السفر وأنواع وتوقيت تدابير المراقبة التي تمَّ تنفيذها بجميع أنحاء الصين
توصَّلت دراسة دوليّة إلى أنَّ إجراءات السيطرة الصينية خلال أول 50 يوماً لظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) أدت إلى تأخّر انتشار الوباء خارج مدينة ووهان، بؤرة الفيروس، لعدة أيام، ومن خلال إيقاف انتقال العدوى جنّبت تلك الإجراءات 700 ألف فرد الإصابة في جميع أنحاء البلاد.
- تركيا تسجل 63 وفاة جديدة بكورونا.. وإجمالي الوفيات يرتفع إلى 277
- مسؤول إيراني يحذر من "عاصفة كورونا": طهران ملوثة بالكامل
وذهب تقرير نشره موقع جامعة بنسلفانيا الأمريكية، التي شارك باحثون منها في الدراسة، إلى أنَّ هذه النتيجة التي نُشرِت في دورية "ساينس"، الثلاثاء، ربّما تكون مفيدة للدول التي لا تزال في المراحل الأولى من تفشي الفيروس.
ويقول كريستوفر داي، أستاذ علم الحيوان الزائر بجامعة أكسفورد، إنَّ عدد الحالات المؤكّدة في الصين حتى اليوم الـ50 (19 فبراير/شباط) كان نحو 30 ألفاً.
ويضيف: "يشير تحليلنا إلى أنَّه لولا حظر السفر في مدينة ووهان والاستجابة الوطنية للطوارئ، لكان هناك أكثر من 700 ألف حالة مؤكدة بالفيروس".
واستخدم الباحثون مجموعة فريدة من تقارير الحالة وبيانات الحركة البشرية ومعلومات تدخّل الصحة العامة للتحقيق في الانتشار والتحكم في الفيروس، وفحصوا تحركات 4.3 مليون شخص من ووهان قبل حظر السفر، وأنواع وتوقيت تدابير المراقبة التي تمَّ تنفيذها في جميع أنحاء مدن الصين، وعدد حالات الإصابة التي يتم الإبلاغ عنها يومياً في كل مدينة.
وبدوره، يقول أوتار بيورنستاد، أستاذ علم الحشرات والبيولوجيا في جامعة بنسلفانيا: "درسنا الفترة الزمنية التي شملت عطلة عيد الربيع ورأس السنة القمرية الصينية الجديدة، وتمكنا من مقارنة أنماط السفر إلى ووهان والخروج منها أثناء تفشي المرض بالمقارنة مع مهرجانين ربيعيين سابقين".
ويشير بيورنستاد إلى أنَّ التحليل كشف عن انخفاض غير عادي في الحركة بعد حظر السفر في 23 يناير/كانون الثاني، موضحاً "استناداً إلى هذه البيانات، تمكنا أيضاً من حساب الانخفاض المحتمل في الحالات المرتبطة بووهان في مدن أخرى عبر الصين".
وخلص الفريق إلى أنَّ إغلاق ووهان أخّر وصول الفيروس إلى مدن أخرى عدة أيام.
ويقول هوايو تيان، أستاذ الوبائيات المساعد في جامعة بكين: "هذا التأخير وفّر وقتاً إضافياً من أجل التحضير والاستعداد لوصول الفيروس في أكثر من 130 مدينة".
حظرت هذه المدن التجمعات العامة وأغلقت الأماكن الترفيهية وعلَّقت وسائل النقل العام، من بين إجراءات أخرى، ونتيجة لذلك، أفادوا بحالات مؤكدة أقل بنسبة 33% خلال الأسبوع الأول مقارنة بالمدن التي لم تتخذ تدابير احترازية.
وفي حين أن تدابير المكافحة التي تمَّ اتخاذها حتى الآن قللت من عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى مستويات منخفضة للغاية، إلا أن الصين ليست بأي حال من الأحوال خارج منطقة الخطر.
ويوضح تيان: "نظراً للجزء الصغير من السكان الصينيين الذين أصيبوا بالعدوى، لا يزال عدد أكبر بكثير من الناس معرضين لخطر الإصابة، نحن ندرك تمام الإدراك أن العدوى المقيمة أو المستوردة يمكن أن تؤدي إلى عودة تفشي الفيروس".