كورونا يجتاح مدينة أمريكية.. رجل أصاب المئات في جنازة
حارس متقاعد شهدت جنازته التي أقيمت في مدينة ألباني الأمريكية يوم 29 فبراير حضور 200 معزٍّ كان أحدهم يحمل فيروس كورونا ونقله للعشرات.
لم يعتقد المشاركون في جنازة حارس متقاعد قبل شهر أن حدثا نبيلا كهذا قد يغير مسار مدينة أمريكية بأكملها. أحدهم كان حاملا لفيروس كورونا فكانت النتيجة أن عددا ليس بقليل لحقه فيما يصارع العشرات مخاوف النهاية ذاتها.
إندرو ميتشل، الحارس المتقاعد في مدينة ألباني بمقاطعة دوجرتي التابعة لولاية جورجيا الأمريكية، جمع محبيه في جنازة جنوبية قديمة الطراز أقيمت يوم 29 فبراير/شباط.
ووفقا لما يسميه خبراء الأوبئة "الحدث ذا الانتشار الفائق"، الذي يتسبب فيه عدد قليل من الأشخاص بإلحاق عدد كبير من الإصابات بآخرين، كانت هذه الجنازة مثالا لذلك.
جنازة قاتلة
المراسم الجنائزية شهدت مشاهد مختلطة بين أشخاص يبكون وآخرين يتعانقون ويرددون الترانيم. كان تجمعا كبيرا مع مشاركة أكثر من 200 معزٍّ يتكدسون داخل المصلى التذكاري لدرجة أن البعض تعين عليه الوقوف بالخارج.
وخلال الأسابيع التي تلت الجنازة اجتاح فيروس كورونا مدينة ألباني، وأصيب نحو 24 من أقارب المتوفى بالفيروس، بينهم 6 من أشقائه. وعلقت شقيقته دوروثي جونسون: "لا نعلم من كان الشخص الذي نقل الفيروس".
السيدة جونسون احتجزت في جناح العزل بعد ذلك ولم تخرج إلا بعد تدهور حالة ابنتها تونيا الصحية وانخفاض معدل ضربات قلبها.
وسجلت مقاطعة دوجرتي 24 وفاة من بين 90 ألف نسمة، أكثر بكثير عن أي مقاطعة أخرى في الولاية، مع 6 حالات أخرى يحتمل وفاتها بكورونا لكنها قيد الفحص، بحسب الطبيب الشرعي المحلي مايكل فلاور، الذي أوضح أن 90% من المتوفين أمريكيين أفارقة.
وتتكدس مستشفيات المنطقة بالمرضى الذين يحتضرون، مع تسجيلها نحو 600 حالة إيجابية للفيروس.
الأسبوع الماضي، أرسل حاكم الولاية بريان كيمب الحرس الوطني للمساعدة في تنظيم أسرة رعاية مركزة إضافية ومعاونة الأطباء المنهكين والممرضين.
وتعتقد شقيقة ميتشل أن أحد حضور الجنازة كان يحمل الفيروس، لكن لم تكن لديها معلومة بهذا الأمر.
الفيروس انتشر بشكل خفي بعد الجنازة خلال 10 أيام، وبحلول الوقت الذي فرضت فيه تدابير المباعدة الاجتماعية يوم 22 مارس/آذار، كان (كوفيد-19) قد انتشر بكل مكان.
وفاة ميتشل
توفي السيد ميتشل فجأة، وعثرت عليه إميل موراي، رفيقته منذ 20 عاما، في غرفة المعيشة بمنزلهما صباح يوم 24 فبراير/شباط، بحسب ابنتها أليس بيل.
وأوضحت بيل أنه لم يكن هناك تشريح للجثة، لكن بدى أن الوفاة لأسباب طبيعية، ربما أزمة قلبية.
سكوت شتاينر، المسؤول التنفيذي عن شبكة "فيبي بونتي" المتخصصة في تقديم الرعاية الصحية، كشف عن أن أحد حضور مراسم توديع ميتشل رجل (67 عاما)، دخل ليلة الجنازة مستشفى فيبي بوتني بعدما اشتكى من ضيق في التنفس.
وأوضح شتاينر أن الرجل الستيني يعاني من أمراض مزمنة بالرئة، لكن ليس لديه تاريخ من السفر إلى الخارج الذي يرجح تعرضه للإصابة بالفيروس، ولم يوضع قيد العزل.
أمضى الرجل الأسبوع التالي في المستشفى، الذي يحضر إليه 50 موظفا على الأقل، ثم نقل في 7 مارس/شباط إلى منطقة أتلانتا، حيث خضع لفحص كورونا.
لكن في 10 مارس/آذار، علم مستشفى ألبناني بأن نتائج فحصه جاءت إيجابية، ثم توفي في 12 من الشهر ذاته؛ ليصبح أول حالة وفاة بـ"كوفيد-19"في الولاية.
وبعد أيام من الهدوء النسبي، بدأ الفيروس ينتشر، حيث "انفجر مثل القنبلة"، بحسب الطبيب الشرعي فلاور.
وأوضح أن بعض المصابين حضروا الجنازة، والبعض ربما كانوا أفرادا من عائلات أناس ذهبوا للجنازة، مضيفا: "بعد ذلك اليوم يموت شخص يوميا".
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز