"أسوأ ركود في تاريخها".. اقتصادي يحذر من آثار الحرب التجارية على الصين
بيي يقول إن الصين غير قادرة على تخفيف قبضتها على الاقتصاد أو تقليص قطاع الدولة لأنها ليست مستعدة لإجراء تغييرات سياسية
قال عالم اقتصاد سياسي بارز إن عجز الصين عن "اغتنام الفرصة لفعل الشيء الصحيح" خلال الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية قد يكلف البلاد ثمنا غالياً في شكل ركود "سيصبح الأسوأ في التاريخ الصيني الحديث".
ويعتقد مين شين بيي، الباحث المتخصص في الدراسات الدولية والاستراتيجية بكلية كليرمونت ماكينا الأمريكية، وهو أيضاً زميل غير مقيم في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، أن سيطرة الصين القوية على الاقتصاد ستؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية.
وقال بيى "حتى الآن، يظهر أن الصين لا تغتنم الفرصة لفعل الشيء الصحيح"، مضيفا "الصين مستعدة لتقديم بعض التنازلات من خلال شراء المزيد من السلع، وربما أيضا تحسين حماية الملكية الفكرية، ولكن هذا لا يحسن اقتصاد الصين هيكليا".
ويعتقد بيي، مؤلف كتاب «رأسمالية المحاسيب في الصين: ديناميات تسوس النظام»، أن الصين غير قادرة على تخفيف قبضتها على الاقتصاد أو تقليص قطاع الدولة لأنها ليست مستعدة لإجراء تغييرات سياسية.
وقال بيي على هامش مؤتمر كريدي سويس للاستثمار الآسيوي المنعقد الأسبوع الماضي في هونج كونج "هذه التغييرات الاقتصادية سوف تنطوي على تغييرات سياسية جذرية، على سبيل المثال: إذا خففت الحكومة الصينية من قبضتها على الاقتصاد، فسوف يعمل الحزب الشيوعي على توظيف عدد أقل من الناس، فقد يفقد ملايين الأشخاص وظائفهم في الشركات المملوكة للدولة".
وأشار بيي، الذي يعد أيضا أحد أكبر الخبراء في شؤون الحكم في جمهورية الصين الشعبية والعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيا، والتحول الديمقراطي في الدول النامية، إلى أن الصين اغتنمت الفرصة في أواخر التسعينيات عندما تباطأ النمو الاقتصادي للبلاد بشكل كبير بعد الأزمة المالية الآسيوية، حيث أغلقت الشركات المملوكة للدولة غير الفعالة وانضمت إلى منظمة التجارة العالمية.
ومع ذلك، فإن القضية ستكون مختلفة هذه المرة، حيث إن في أواخر تسعينيات القرن الماضي كان لدى الصين هيكل سكاني أصغر سناً، وكانت تكاليف العمالة أقل، وكان مستوى الديون أقل بكثير، بينما خارجياً كانت العلاقة مع الولايات المتحدة أقل عدوانية.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جوان تشا" الصينية، من المرجح أن تتوصل الصين والولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري مع نائب رئيس مجلس الدولة ليو خه، الذي من المقرر أن يسافر إلى واشنطن هذا الأسبوع لحضور الجولة الأخيرة من المحادثات، لكن الصفقة ستوفر فقط علاجا قصير الأجل للعلاقات الثنائية وليس حلا هيكليا للتنافس بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتعمل الصين على زيادة فتح أسواقها وإمكانية وصول المستثمرين الأجانب إليها، لكن بيي يعتقد أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة قد تؤدي إلى أن تصبح الصين أكثر انغلاقا وتطلعا نحو الداخل.