تحذيرات لترامب.. الصين وروسيا تستغلان انسحاب أوروبا من إيران
الشركات الصينية والروسية تناور للاستفادة من انسحاب شركات أوروبية من إيران مهددة بذلك محاولة إدارة ترامب لزيادة الضغوط الاقتصادية عليها
حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" من مناورات الشركات الصينية والروسية المدعومة من الحكومة للاستفادة من انسحاب الشركات الأوروبية من إيران، مهددة بذلك محاولة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة الضغوط الاقتصادية على طهران.
وفي تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، قالت إن جهود موسكو وبكين تظهر كيف تحوّل المشهد التجاري الإيراني منذ أن انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي، الذي رفع العقوبات المشددة على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، بعد 17 شهرًا من الضغط المتصاعد.
- وول ستريت: شركات شحن توقف التعامل مع حكومة الملالي
- تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي تحاصر النفط الإيراني
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هدد "بأقوى مجموعة من العقوبات في التاريخ" إذا لم تكبح إيران أنشطتها العسكرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتتوقف عن اختبار الصواريخ بعيدة المدى.
وأشارت الصحيفة إلى أن المديرين التنفيذيين الأوروبيين الذين حاولوا شق طريقهم في إيران منذ أن توصلت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إلى الاتفاق النووي في عام 2015، ينتابهم القلق في الوقت الراهن من أن بكين وموسكو ستغتنم فرصة غيابهم.
في السياق، قال باتريك بوياني، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الفرنسية "توتال"، في خطاب ألقاه في واشنطن بعد تحول السياسة هذا الشهر: "ما لن يكون جيداً بالنسبة للولايات المتحدة، وأوروبا، هو أنه في نهاية المطاف ستتمكن روسيا والصين من القيام بأعمال في إيران".
ولفتت الصحيفة إلى أن شركة الصين للبترول والكيماويات، (سينوبك)، وهي شركة نفط عملاقة تابعة للدولة الصينية، أرسلت وفدا إلى طهران هذا الشهر لاستكمال صفقة بقيمة 3 مليارات دولار لتطوير حقل نفط إيراني عملاق كانت شركة "رويال داتش شل" المحدودة تتفاوض بشأنها إلى أن قررت في مارس/آذار، أن مخاطر العقوبات كبيرة للغاية، كما يقول مسؤولو شركات النفط الإيرانية والغربية.
كما تدرس شركة الصين الوطنية للبترول، وهي شركة عملاقة أخرى تملكها الدولة، خيار استثمار مليار دولار تعهدت بها شركة "توتال" لتطوير قطاع الغاز الطبيعي في إيران، حيث تفكر الشركة الفرنسية في الرحيل بسبب العقوبات الأمريكية، كما يقول مسؤولو شركة الصين الوطنية للبترول وهي شريك في المشروع والمسؤولين الإيرانيين.
وتشارك الشركات الصينية مع نظيراتها الإيرانية لتجديد السكك الحديدية، وبناء خطوط المترو وصناعة السيارات، كما أصبحت الملابس الرخيصة وتجهيزات المطابخ والأجهزة الإلكترونية وبذور عباد الشمس المستوردة من الصين شائعة في أسواق الشوارع في طهران.
في المقابل تنظر روسيا بحذر أكبر إلى إيران كشريك تجاري، لكن شركاتها عملت على بناء العلاقات هناك، وتقوم روسيا ببيع معدات التنقيب عن النفط لشركات الطاقة الإيرانية التي لا تستطيع الوصول إلى التكنولوجيا الغربية.
وفي العام الماضي وافقت شركة "روسنفت"، أكبر شركة نفط حكومية في روسيا، على العمل على صفقات "استراتيجية" بقيمة 30 مليار دولار في إيران، رغم غموض مركزها. وشركة النفط الروسية المملوكة للدولة، "زاروبزنفت"، هي الشركة الأجنبية الوحيدة التي وقعت على نوع جديد من العقود الإيرانية المعروضة على المستثمرين لتطوير النفط الخام في إيران.
وارتأت الصحيفة أن مبادرات روسيا والصين تشير إلى المخاطر التي تهدد خطة إدارة ترامب للضغط على إيران، فالعديد من الشركات الروسية والصينية لا ترتبط بعلاقات واسعة مع النظام المالي الأمريكي، كما تفعل نظيرتها الأوروبية، ما يسمح للكثير منها بالعمل هناك دون أن تخشى كثيرا من العقاب.
وفي عام 2010، أيدت روسيا والصين عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على إيران من خلال الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، ويعود الفضل جزئيا إلى مشاركتهما في المساعدة على جلب إيران إلى مائدة التفاوض من أجل إبرام صفقة نووية وقعتها روسيا والصين.
لكن هذه المرة، تقول روسيا والصين إنهما لا تدعمان الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للضغط على طهران أكثر من أي وقت مضى، ويقومان بدراسة كيفية القيام بالأعمال التجارية هناك.
ومنذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب، بدأت إيران تحويل تركيزها الاقتصادي والسياسي تجاه روسيا والصين، فكانت بكين الوجهة الأولى لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بعد أن أعلن ترامب انسحابه من الاتفاقية النووية.
لكن تأثير العقوبات الأمريكية كبير بما يكفي حتى أنه لا يمكن حتى للشركات الصينية والروسية أن تتجاهلها، حسبما ذكر مسؤول أمريكي.
بدورها أوضحت الولايات المتحدة أنها سوف تلاحق الشركات الصينية التي لديها علاقات أمريكية إذا انتهكت قيودها على إيران، وتحقق وزارة العدل فيما إذا كانت شركة "هواوي تكنولوجيز" انتهكت سياستها تجاه إيران.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز