انكماش فجوة الابتكار بين الصين وأمريكا.. ومخاوف واشنطن تتزايد
"التقدم الهائل" الذي حققته الصين في مجال الابتكار التكنولوجي أدي إلى تضييق الفجوة مع الولايات المتحدة بشكل كبير منذ عام 2007.
أظهر أحدث تقرير أصدرته مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار في الولايات المتحدة هذا الأسبوع أن "التقدم الهائل" الذي حققته الصين في مجال الابتكار التكنولوجي أدى إلى تضييق الفجوة مع الولايات المتحدة بشكل كبير منذ عام 2007.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "شين لانغ" الصينية، قدمت مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار ومقرها واشنطن العاصمة، 36 مؤشرا للتقدم العلمي والتكنولوجي للصين مقارناً بالولايات المتحدة قبل عقد من الزمن ومقابل اليوم، ووجدت أن "الصين حققت تقدما في جميع المؤشرات، بل في بعض المجالات تفوقت على الولايات المتحدة".
وتضمنت تلك المؤشرات مجالات مثل: مدخلات البحث والتطوير كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، والنفقات البحثية الأساسية، وعدد الأشخاص الحاصلين على درجة البكالوريوس أو الماجستير، وعدد الجامعات ونوعيتها، وعدد براءات الاختراع وكذلك استخدام الاتصالات ذات النطاق العريض والروبوتات الصناعية.
وأوضح التقرير الصادر عن المؤسسة الأمريكية أن الصين حصلت على ابتكاراتها من خلال وسائل غير عادلة، بما في ذلك سرقة الملكية الفكرية، والمشاريع المشتركة القسرية ونقل التكنولوجيا كشرط للوصول إلى الأسواق، والمشتريات أو الاستثمارات المدعومة من الدولة لشركات الصناعة المتقدمة الأجنبية.
ودعمت حكومة الصين صناعات البلاد في جهودها لنسخ ودمج التكنولوجيا الأجنبية مع بناء قدراتها المحلية الخاصة، والتي ستمكن الشركات الصينية في نهاية المطاف من أن تصبح مبتكراً مستقلاً في سوق التكنولوجيا العالمية، بحسب التقرير.
وجاء التقرير في الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف الولايات المتحدة من نوايا الصين فيما يتعلق بالتقدم التكنولوجي، حيث تتهم واشنطن بكين بسرقة التكنولوجيا من خلال التجسس الإلكتروني ونقل التكنولوجيا القسري.
وقالت مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار الأمريكية، إن الصين تعمل على تطوير ابتكاراتها الخاصة وسد الفجوة مع الولايات المتحدة بمزيد من الاستثمار في (البحث والتطوير).
وفي عام 2007، أنفقت الصين 129 مليار دولار على البحث والتطوير، أقل بنسبة 33% من استثمارات الولايات المتحدة في مجال البحث والتطوير البالغة 395 مليار دولار، ولكن بحلول عام 2017 كانت الصين قد أغلقت الفجوة بشكل كبير من خلال الوصول إلى 76% من مستويات الولايات المتحدة، في حين تجاوز الاتحاد الأوروبي.
كما شهدت الصين أيضًا نموًا للباحثين في قوتها العاملة، وتمويل رأس المال الاستثماري في مجال الابتكار، والمزيد من الخريجين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والتي أسهمت جميعها في قدرة البلاد على التنافس مع الاقتصادات الرائدة في ابتكار التقنيات المتقدمة.
ونتيجة لذلك، شهدت الصين ارتفاعًا كبيرًا في عدد المقالات العلمية المنشورة، حتى تفوقت على الولايات المتحدة لأول مرة في عام 2016 حيث نشرت 426165 مقالاً.
كما منح مكتب براءات الاختراع الصيني مزيدًا من براءات الاختراع من عام 2007 إلى عام 2017 عبر مجموعة من المجالات، مثل المواد الكيميائية والطاقة النظيفة وعلوم الحياة وغيرها من المجالات التي تركز على التكنولوجيا.
ونمت تجارة وصناعة التقنيات المتقدمة في الصين، حتى إلى درجة تفوقت فيها على الولايات المتحدة.
وفي قطاع أشباه الموصلات، على سبيل المثال، ارتفع مستوى القيمة المضافة في الصين مقارنة بمستويات الولايات المتحدة من 51 إلى 145% خلال العقد بين عامي 2006 و2016، بينما نمت الصادرات من 84 إلى 304% في الفترة نفسها.
كما نمت القيمة المضافة للتصنيع عالي التقنية في الصين من 30% في عام 2006 إلى 77% في عام 2016، وإذا استمر معدل النمو هذا، فستتجاوز الصين الولايات المتحدة في القيمة المضافة للتصنيع بالتكنولوجيا الفائقة بحلول عام 2020.