الصين تخطط للهيمنة على السوق النووية بمفاعلات "صغيرة"
الصين تراهن على تطوير مفاعلات نووية جديدة صغيرة الحجم يمكن استخدامها في مناطق معزولة وعلى متن السفن وحتى الطائرات.
تراهن الصين على تصميم مفاعلات نووية جديدة صغيرة الحجم يمكن استخدامها في مناطق معزولة، وعلى متن السفن، وحتى الطائرات، كجزء من خطة طموحة للهيمنة على السوق النووية العالمية.
- الصين تطلق أول تلسكوب فضائي يعمل بالأشعة السينية
- الفتنة الأمريكية: روسيا تغرق بسوريا.. والصين تتوسع في آسيا
ونقلت شبكة أخبار "تسان قاو شياو شي" الناطقة باللغة الصينية، عن وسائل إعلام يابانية قولها إن شركة الصين النووية الوطنية المملوكة للدولة ستطلق، في غضون أسابيع، المفاعل الصغير الذي سبق أن أعلنت عنه، بمحطة تجريبية في مقاطعة جزيرة هاينان، التي تقع جنوب الصين، وتتميز بطبيعة استوائية جميلة، وأصبحت في السنوات الأخيرة قبلة سياحية للسياح الصينيين والأجانب، ويطلق عليها أحيانا لقب "هاواي الشرق" لطبيعتها الخلابة.
وعلى عكس المفاعلات الجديدة كبيرة الحجم، التي تصل تكلفة المفاعل الواحد منها إلى 10 مليارات دولار، وتحتاج إلى مساحات كبيرة وآمنة، يتميز المفاعل التجريبي الذي صممته الصين بأنه ينتج نفايات أقل سمية، ويمكن بناؤه في مصنع واحد.
ويعتبر حجمه أكبر قليلاً من الحافلات، ويمكن نقله عن طريق الشاحنات، كما أن تكلفته تصل إلي أقل من عُشر ثمن المفاعل التقليدي.
ووفقاً لتوقعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ستتطلب الصناعة النووية العالمية استثماراً سنويا يقدر بنحو 80 مليار دولار خلال العقد القادم، حيث تسعى البلدان إلى تحقيق أهداف المناخ والطاقة النظيفة، وستكون الصين أول الساعيين للحصول على جزء كبير من أي عمل جديد.
وقال تشن خوا، نائب رئيس شركة الطاقة النووية الصينية الجديدة، التابعة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، إن "المفاعلات الصغيرة تمثل اتجاهاً جديداً في التنمية الدولية للطاقة النووية، وهي أكثر أمناً ويمكن استخدامها بشكل أكثر مرونة".
وفي أعقاب الانهيار الثلاثي في مجمع المفاعلات رقم 1 في فوكوشيما عام 2011، والتي أُطلق عليها "كارثة فوكوشيما" ركزت الصناعة النووية على إطلاق مفاعلات أكثر أمانا وواسعة النطاق في الصين وأماكن أخرى.
ولكن مفاعلات "الجيل الثالث" غرقت في مشاكل التمويل وتأخير عمليات البناء. وأسهمت تحديات التمويل وبناء مفاعلات كبيرة ومكلفة في إفلاس الوحدة النووية لشركة "توشيبا"، كما أجبرت المشاكل المالية شركة "أريفا" الفرنسية على إعادة الهيكلة.
وتتراوح قدرة الوحدات الكهربائية الصغيرة على أقل من 300 ميجاوات، وهو ما يكفي لتشغيل نحو 200 ألف منزل، مقارنة بما لا يقل عن 1 جيجاوات للمفاعلات القياسية.
وتهدف الصين الى رفع القدرة النووية المحلية إلى 200 جيجاوات بحلول عام 2030، أي بزيادة تصل إلى 35 جيجاوات في نهاية مارس/آذار.
وصممت الشبكة الوطنية المفاعل النووي الصغير "لينغ لونغ" لاستكمال مفاعلها الأكبر هوالونغ أو "تشاينا دراغون"، وكانت تجري مناقشات مع مصر وباكستان وإيران وبريطانيا وإندونيسيا ومنغوليا والبرازيل وكندا كشركاء محتملين.
وتعمل شركة الصين النووية الوطنية المملوكة للدولة الآن أيضاً على بناء محطات نووية عائمة في البحر، تعتزم استخدامها في جزر بحر الصين الجنوبي، فضلا عن مفاعلات صغيرة قادرة على استبدال أنظمة التدفئة التي تعمل بالفحم في شمال الصين.
ويبحث العلماء الصينيون حتى الآن عن تصميم مفاعلات يمكن تركيبها على الطائرات.
ويخطط علماء شانغهاي أيضا لبناء مفاعل "الملح المنصهر" التجريبي، وهو تكنولوجيا يحتمل أن تكون أرخص وأكثر أمانا حيث تخرج النفايات في شكل ملح.
وقد حققت الصين بعض النجاحات في الخارج بالفعل مع مفاعل "هوالونغ"، حيث تقوم باكستان حالياً ببناء مصنع باستخدام هذه التكنولوجيا.
ومن المتوقع أن يحصل "هوالونغ "على موافقة تنظيمية في بريطانيا بعد أن ساعدت الصين في تمويل مشروع "هينكلى بوينت" النووي الذي تبلغ قيمته 24 مليار دولار أمريكي.
ويعد المفاعل "لينج لونج" الأول من نوعه في العالم الذي اجتاز اختبارات السلامة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويعبر عن تقدم ملحوظ في تطوير المفاعلات الصغيرة متعددة الأغراض.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز