الفتنة الأمريكية: روسيا تغرق بسوريا.. والصين تتوسع في آسيا
الصين تحذر من فتنة أمريكية تستهدف تخريب العلاقات الروسية الصينية خاصة من بوابة آسيا الوسطى.. ما الحكاية؟
قالت وسائل الإعلام الأمريكية، إن الصين تستغل غرق روسيا في المستنقع الروسي من أجل توسيع نفوذها في آسيا الوسط على حساب النفوذ الروسي.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "جلوبال تايمز" الناطقة باللغة الصينية، أعلنت الصين، الجمعة، أنها ستقدم 10 ملايين يوان إضافية (1.4 مليون دولار) إلى "منظمة شنغهاي للتعاون" لتيسير عملها، وهي منظمة سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية، تأسست في 15 يونيو 2001 في شانغهاي. وتتكون من 6 دول، وهي: الصين، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، وأوزبكستان.
جاءت فكرة المنظمة في أعقاب الاضطرابات الجيوسياسية الناجمة عن اختفاء الاتحاد السوفيتي وإقامة جمهوريات مستقلة في آسيا الوسطى، وكان الهدف الأساسي من إنشائها هو تعزيز الأمن بالمنطقة. ومع ذلك ادعت وسائل إعلام أمريكية أن الصين تضغط على نفوذ روسيا في آسيا الوسطى بمواردها الاقتصادية.
ووفقاً للتقارير، استغلت الصين غرق روسيا في الأزمة السورية، بالإضافة الي العلاقات الروسية غير المستقرة مع دول الغرب، لتجعل من ذلك معبراً يتيح لها فرصة "غزو" دول آسيا الوسطى، حتى تتمكن من إزاحة روسيا من الساحة السياسية في المنطقة بشكل كامل.
وترفض الصين شكوك الغرب، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وتقول إن تعاونها مع دول آسيا الوسطى يستهدف مكافحة الإرهاب، وأضافت "ومع ذلك، فإن الغرب مدفوعا بعقلية الحرب الباردة، لا يزال ينظر إلى سياسة الصين من منظور جيوسياسي، أي يربط بين الموقع الجغرافي والمصالح السياسية".
وتقول الصين إن تعاون بكين المتزايد مع دول آسيا الوسطى "نتيجة طبيعية للنمو الاقتصادي للصين"، وينبع من أن عددا متزايدا من الشركات الصينية باتت مهتمة بالاستثمار في اّسيا الوسطى، كما استجابت مقترحات بكين لنداءات دول آسيا الوسطى أيضا.
وتنفي الصين وجود أي نوايا لديها للهيمنة، مؤكدة أن التعاون بين الصين ووسط آسيا سيساعد في دفع الاقتصاد والاستقرار الإقليميين، ومن ثم خلق مناخ موات لروسيا لتطوير اقتصادها المحلى والتعامل مع القضايا الدولية.
وتتعامل الصين مع التقارير الأمريكية التي تشكك بنواياها في وسط آسيا باعتبارها نوعا من الفتنة الأمريكية التي تستهدف تخريب العلاقات الروسية الصينية.
ويقول محللون صينيون إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق أن عبر خلال حملته الانتخابية عن رغبته في التعاون مع روسيا من أجل القضاء على تنظيم داعش، إلا أن "هناك جانبا آخر خفيا لم يتمكن ترامب من الإفصاح عنه، وهو حماية مصالح الولايات المتحدة مما يسمى بالتهديد الصيني، عن طريق تخريب العلاقات الصينية الروسية".
وكان ألكسندر جابوف، عضو مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي، وهو أيضا محلل ومراقب سياسي بمجلة "كوميرسانت-فلاست" الروسية، كتب مقالا في صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية في وقت سابق، قال فيه: "بالنسبة للعديد من المنظرين الاستراتيجيين الذين وصلوا مؤخرا إلى البيت الأبيض، يبدو أنهم يعتقدون أن الآن هو الوقت المناسب لبذل جهود كبيرة لعرقلة العلاقات الناشئة بين بكين وموسكو". وأضاف "للوهلة الأولى، قد يبدو من المنطقي استغلال الولايات المتحدة نقاط الضعف في المحور الصيني الروسي، حيث يُعتقد بأن العلاقات الوثيقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ ما هي إلا مجرد واجهة، وأن انعدام الثقة المتبادلة يقبع في أعماق هذه العلاقة، وأن سرعة تنامي النفوذ الصيني في آسيا الوسطى، خاصةً بعد إطلاق مبادرة الحزام والطريق، قد أثارت المخاوف الكرملين بشكل كبير".
وقال جابوف إن بعض مستشاري ترامب يعتقدون أنهم يمكن اللعب على هذا الوتر الحساس لمخاوف روسيا من النفوذ الصيني، لدفع روسيا إلأى تغيير نهجها تجاه الصين.