بأول حوار له.. أزمة تايوان تخرج السفير الأمريكي بالصين عن صمته
كشف السفير الأمريكي لدى الصين، في أول لقاء تلفزيوني له، مجموعة نصائح لبكين تستهدف سرعة تدارك التصعيد الأخير حول تايوان.
ومن قلب السفارة الأمريكية في بكين، تحدث السفير نيكولاس بيرنز لقناة (سي إن إن)، إن الصين تحتاج لإقناع العالم بأنها ليست "عامل عدم استقرار"، وأنها ستتعامل سلميا في مضيق تايوان.
وخلال حديثه التلفزيوني الأول منذ توليه منصبه في بكين قبل 6 أشهر، أشار "بيرنز" صراحة إلى رد فعل بكين على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان في وقت سابق من أغسطس/آب الجاري، والتي ردت عليها بإطلاق تدريبات عسكرية مكثفة حول الجزيرة ذاتية الحكم وتعليق الاتصالات الدبلومسية الرئيسية مع الولايات المتحدة.
وقال: "لا نعتقد أنه يجب أن تكون هناك أزمة في العلاقات الأمريكية الصينية بسبب زيارة – سلمية – لرئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان.. كانت أزمة مفتعلة من جانب الحكومة في بكين.. لقد كان رد فعل مبالغ فيه".
وأضاف السفير الأمريكي أنه الآن "يتحتم على الحكومة هنا في بكين إقناع باقي دول العالم أنها ستتعامل سلميا في المستقبل.. أعتقد أن هناك الكثير من القلق بشأن أن الصين أصبحت الآن عامل زعزعة استقرار في مضيق تايوان وأن هذا ليس في مصلحة أي أحد".
ووصل بيرنز، الذي يعد دبلوماسيا مخضرما وسفيرا أمريكيا سابقا بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى بكين في مارس/آذار الماضي لتولي ما يمكن القول إنه أهم منصب دبلوماسي أمريكي في العالم.
وبالفعل يتصدى السفير الأمريكي حاليا لواحدة من أصعب مراحل العلاقات الأمريكية الصينية المتوترة بسبب الخلافات حول عدة مسائل، بينها ممارسات التجارة، والتوسع العسكري في بحر الصين الجنوبي.
وقلصت قيود الصين المرتبطة بكورونا، سفر الدبلوماسيين منها وإليها، مما يضع بيرنز صراحة في الخطوط الأمامية لإدارة العلاقات الخلافية على نحو متزايد بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبدا هذا واضحا ليلة 2 أغسطس/آب الماضي، عندما تلقى بيرنز استدعاءً لاجتماع مع نائب وزير الخارجية الصيني شي فينج، فيما قال إنه نفس اللحظة بالضبط التي وصلت فيها الطائرة التي كانت تحمل بيلوسي ووفد الكونغرس في تايبيه.
وتحدث بيرنز بالتفصيل للمرة الأولى عن هذا النقاش، الذي أكدته كل من واشنطن وبكين حينها، قائلًا: "دافعت عن بيلوسي.. دافعت عن حقها في السفر إلى تايوان.. دافعت عن السلام والاستقرار الذي كان موجودا بمضيق تايوان لحوالي ستة عقود".
وأضاف أنه تحدى "شي" لضمان أن الحكومة الصينية ستتصرف بطريقة من شأنها أن "تعزز السلام والاستقرار".
وبدلًا من ذلك، بحسب ما قاله بيرنز، صممت بكين على إرسال صواريخ فوق تايوان، "لترهيب" سلطات الجزيرة، و"شنت حملة عالمية" تلوم فيها الولايات المتحدة على ما تعتبره تقويضا للاستقرار في مضيق تايوان.
وتابع: "كنا واضحين جدا جدا بشأن (مواصلة سياستنا).. المسألة هي: هل سترد حكومة (صين واحدة) بطريقة عدوانية وعنيفة لزعزعة السلام؟.. هذا يجب أن يثير قلق الجميع في العالم".
وقال بيرنز إن التدابير الدبلوماسية التي اتخذتها بكين في أعقاب زيارة بيلوسي قد يكون لها تداعيات عالمية، مشيرًا إلى أن تعليق الصين لمحادثات المناخ ستؤثر على الجنوب العالمي والدول الأكثر عرضة لتغير المناخ.
ومضى في حديثه: "نحث (الصين) بقوة على العودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن المناخ".
ولدى سؤاله عن الدروس التي ربما تعلمتها بكين من مراقبة الحرب الروسية على أوكرانيا قد تطبقها في تايوان، قال بيرنز إن الولايات المتحدة "تراقب الصين بحرص شديد بينما تدير علاقتها مع روسيا".
وأنهى حديثه في هذا الصدد بقوله: "كنا واضحين للغاية في أنه ستكون هناك عواقب حال كان هناك دعم ممنهج من الحكومة الصينية لحرب روسيا الوحشية في أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنهم لم يروا مثل هذا الدعم.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز