نعتزُّ بالقيم التي تجمعنا مع دولة ذات حضارة ومهارة، استطاع أبناؤها أن يقدّموا لنا كل نافع ومفيد في مجالات الحياة،
ترحب الإمارات قيادة وشعبا بزيارة فخامة الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، التي تمثل محطة محورية في مسار التكامل الإماراتي الصيني الذي يقدم نموذجا عالميا رائدا للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل، والفهم المشترك والحس الإنساني المرتبط بالتنمية بالدرجة الأولى؛ بعيداً عن المصالح الضيّقة والمنافع المحدودة.
ونسترشد في مقاربتنا أهمية هذه الزيارة التاريخية بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: "إن الصين عملاق اقتصادي دولي ولها ثقل سياسي عالمي.. ودورها مؤثر في استقرار الاقتصاد والسلام العالميين".
إنها الصين التي نعتبرها بوابتنا إلى آسيا، وهي نصف آسيا في الواقع، بالإمكانات الهائلة التي تتحقق لفائدة وخير شعبَيْنا، الإمكانيات المعرفية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية والاستثمارية، إمكانات الطاقات والموارد البشرية الخلاقة التي نعتبرها أساس التنمية وركيزة الاستدامة.
نعتزُّ بالقيم التي تجمعنا مع دولة ذات حضارة ومهارة، استطاع أبناؤها أن يقدّموا لنا كل نافع ومفيد في مجالات الحياة، دولةٍ ذات اقتصاد جبّار وتاريخ عظيم ونهضة اقتصادية وتنمية شاملة، فاقت كل التوقعات وقاربت المستحيل في الإنجاز، ويكفي هنا أن نشير إلى شبكات القطارات فائقة السرعة الفريدة على مستوى العالم، والتي تمتد بطول 25 ألف كلم، بمجموع 150 مليون راكب سنوياً.
نعم، نعتز نحن بالعلاقات الطيبة والإرث العريق من القيم الإنسانية المشتركة التي تقرّب بين دولتَيْنا، وبخاصة في وقتٍ بات حتمياً فيه إعلاء قيم الانفتاح والاعتدال واحترام وقبول الآخر في مواجهة الدعوات الخبيثة التآمرية بحق شعوبنا وأمّتنا العربية والإسلامية ومقدّراتها وإمكاناتها التي يطمع بها القريب، قبل الغريب.
وتتمثل أهمية زيارة فخامة الرئيس الصيني وانطلاق فعاليات الأسبوع الإماراتي الصيني هذا العام، ثم استمراره بشكل سنوي، في كونهما أدوات تحفيز استراتيجية تترجم وعي قيادتنا الرشيدة ورؤيتها المستقبلية، منذ زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، إلى الصين في العام 1990، وتعكس إدراك هذه القيادة لأهمية تطوير العلاقات البينية التي يتوّجها حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين والبالغ 50 مليار دولار؛ ما جعل الإمارات على مدى سنوات متتالية ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم.
إنها الصين التي نعتبرها بوابتنا إلى آسيا، وهي نصف آسيا في الواقع، بالإمكانات الهائلة التي تتحقق لفائدة وخير شعبَيْنا، الإمكانيات المعرفية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية والاستثمارية، إمكانات الطاقات والموارد البشرية الخلاقة التي نعتبرها أساس التنمية وركيزة الاستدامة، إذ يظل العنصر البشري هو المستهدف أولاً وأخيراً في استراتيجيات قيادات تؤمن بالإنسان وقدراته، وتحفّز فيه طاقات الإبداع الكامنة، عبر استلهام الماضي العريق والحفاظ على الأصالة.
يقول فخامة شي جين بينغ في كتابه "حول الحكم والإدارة" والذي احتفلت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة بإطلاق المجلد الثاني من نسخته العربية في منارة السعديات بأبوظبي: "يمكن شق طريق المستقبل بعدم نسيان التاريخ، والمهارة في الابتكار على أساس المهارة في التوارث... تحقيق التطوير أثناء الإرث، والإرث أثناء التطوير"، ألا يشبه هذا القول مقولة الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله: "من لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له"، نعم هنا يكمن سر نهضة دولتَيْنا ومعجزة التنمية والاستدامة فيهما، إرث عريق وقيادة ذات رؤية تستشرف مستقبل الرخاء والرفاه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة