الأقمار الصينية تثير قلق البيت الأبيض.. أداة اتصالات أم سلاح محتمل؟
في خضم التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة تمتد المنافسة من السلاح للتجارة وصولا إلى الفضاء.
وتصر الصين على منافسة الولايات المتحدة في الهيمنة على الفضاء لا سيما في المدارات الاستراتيجية حول الأرض وهي المدارات الضرورية ليس فقط لعمليات الأقمار الصناعية الناجحة لكنها أساسية أيضا للتحكم في النظام الاستراتيجي للأرض والقمر بأكمله.
وتشغل الصين كوكبة من أقمار "تونغشين جيشو شيان" المنتشرة في المدار الثابت مع الأرض، وهو أعلى مدار حول الأرض وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أن هذه الشبكة من الأقمار الصناعية الصينية في المدار الأرضي الثابت تثير قلق الولايات المتحدة لأنها لا تستطيع تحديد الغرض الدقيق الذي يستخدمه الصينيون لهذه الأقمار.
ورسميًا، تصف بكين هذه الأقمار بأنها مجرد "أقمار اتصالات" لكن الصين أتقنت منذ زمن طويل فن "الاندماج العسكري-المدني" وهو ما يعني أن كل ما يمكن استخدامه في الأزمنة المدنية كقمر اتصالات تستطيع بكين تحويله بسهولة إلى سلاح حرب.
علاوة على ذلك، قادت الصين العالم في تطوير أقمار صناعية مشتركة المدار (أي أقمار صناعية تقضي على أقمار صناعية أخرى) وذلك تحت ستار تطوير أقمار صناعية مدنية عادية، وفق الموقع الأمريكي.
وأوضح أن العديد من المحللين الغربيين يعتقدون أن أقمار "تونغشين جيشو شيان" هي في الواقع "اسم مستعار لعدة برامج عسكرية فضائية منفصلة في المدار الأرضي الثابت تنفذها القوات المسلحة الصينية".
ورصد المحللون 3 برامج منفصلة على الأقل في المدار الأول هو برنامج "قيانشو" الذي يُعتقد أنه نظام إنذار مبكر للإشارات الاستخباراتية والبرنامج الثاني هو "هيويان" وهو نظام إنذار مبكر للصواريخ أما البرنامج الثالث فهو أقمار صناعية من فئة غير محددة للمراقبة الفضائية.، وفق "ناشيونال إنترست".
وتشير معظم المصادر المفتوحة إلى أن أقمار "قيانشو" في المدار الأرضي الثابت مكلفة على الأرجح بمراقبة الممرات البحرية الرئيسية عن كثب، بالإضافة إلى القواعد الأمريكية وحلفائها في جميع أنحاء المحيط الهندي وخطوط طول غرب المحيط الهادئ.
وتحمل الأقمار الصناعية في هذا البرنامج هوائيات شبكية عاكسة كبيرة جدًا لجمع إشارات التردد اللاسلكي وهو سلوك تقليدي لجمع معلومات استخبارات الإشارات.
وافترض بعض المحللين الغربيين وجود أدلة على "تجارب إنذار مبكر بالأشعة تحت الحمراء مع هذه المجموعة من الأقمار الصناعية".
أما البرنامج الثاني فيضم أقمارا صناعية تجريبية للإنذار المبكر بالصواريخ وأعلنت بكين رسميًا أن هذه الأقمار الصناعية هي أقمار اختبار اتصالات عالية السرعة ومتعددة الترددات وواسعة النطاق لكن العديد من خبراء الفضاء العسكريين يشيرون إلى أن انتشارها فوق المناطق المحتملة لإطلاق الصواريخ مع تغطية بالأشعة تحت الحمراء يجعلها أنظمة إنذار مبكر صاروخي.
لكن أكثر ما يثير القلق هو أن تكون الأقمار الصناعية التابعة لـ"هويان" جزءًا من شبكة الدفاع الصاروخي الباليستي الوطنية التي أعلنت عنها الصين مؤخرًا والتي تهدف إلى مُنافسة نظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" الذي أعلن عنه مؤخرا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وباستخدام هذه الأنظمة للكشف عن صواريخ اعتراضية في منتصف مسارها، قد تعزز بكين سرًا قدراتها الدفاعية الصاروخية، وفق "ناشيونال إنترست".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز