ثورة في عالم الحوسبة.. رقاقة صينية تتفوق على معالجات «إنفيديا» بألف مرة

سجلت الصين قفزة كبيرة في أداء الحوسبة وكفاءتها، حيث كشف فريق من الباحثين عن تطوير رقاقة ذكاء اصطناعي تناظرية قادرة على العمل بسرعة تفوق معالجات «إنفيديا» الرقمية بنحو ألف مرة، مع كفاءة طاقة أعلى بـ100 مرة.
والدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Electronics بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2025 وأثارت اهتمامًا عالميًا ذكرت أن الرقاقة تعتمد على الحوسبة التناظرية باستخدام مادة تُعرف باسم “ميمريستور” (Memristor)، وهي تخزن القيم بشكل تناظري بدلاً من النظام الرقمي التقليدي القائم على الأصفار والواحدات. وتتيح هذه التقنية إجراء عمليات حسابية ضخمة بسرعة وكفاءة، ما يجعلها مثالية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق.
ووفقًا للدراسة، تفوقت الرقاقة على وحدة معالجة الرسوميات “إنفيديا H100” في أداء مهام الحوسبة المكثفة لتدريب النماذج الذكية، مع الحفاظ على دقة النتائج. ويُعزى هذا الأداء العالي إلى قدرتها على المعالجة المتوازية والمستمرة، دون الحاجة لنقل البيانات بين الذاكرة والمعالج كما في الأنظمة الرقمية.
تجاوز "جدار الذاكرة"
ووفقا لتقرير نشره موقع "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" فإنه من أبرز مزايا الرقاقة التناظرية قدرتها على معالجة البيانات مباشرة داخل وحدة التخزين، مما يُساهم في تجاوز ما يُعرف بـ"جدار الذاكرة" – وهو أحد التحديات الكبرى في الحوسبة الحديثة. وهذا التكامل بين الحوسبة والتخزين يخفف من استهلاك الطاقة والوقت، ويُسرّع تنفيذ العمليات الرياضية المعقدة التي تُستخدم في نماذج الذكاء الاصطناعي.
ويرى الفريق البحثي أن هذه الرقاقة قد تكون حجر الأساس لجيل جديد من المعالجات المتخصصة في مهام الاستدلال والتعرف على الأنماط، ما يجعلها مناسبة للأجهزة الذكية المحمولة، والسيارات ذاتية القيادة، والروبوتات الصناعية.
التحديات أمام الانتشار
ورغم الإنجاز الكبير، تواجه الحوسبة التناظرية تحديات تقنية مزمنة، منها الضوضاء، ودقة الإشارات، والانحراف الحراري، مما يجعل تعميم استخدامها أمرًا معقدًا. كما أن تصنيع هذه الرقائق على نطاق صناعي يتطلب تقنيات دقيقة وتكاليف عالية، إضافة إلى الحاجة إلى تطوير بيئة برمجية خاصة بها.
ويحذر الخبراء من أن الأداء المُسجّل في المختبر لا يضمن النجاح في التطبيقات الواقعية، إذ تعتمد النتائج على اختبارات محاكاة محددة، وليس على تجارب تشغيل متكاملة في بيئات عملية. الانتقال من نموذج بحثي إلى منتج تجاري قد يستغرق سنوات من التطوير.
خطوة في سباق الذكاء الاصطناعي
ومع تزايد القيود الغربية على تصدير التقنيات المتقدمة، تسرّع الصين خطواتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الرقائق. ويعتقد محللون أن الرقاقة التناظرية الصينية قد تُعيد تشكيل سوق الذكاء الاصطناعي عالميًا، وأنها تمثل بداية مرحلة جديدة في سباق تطوير المعالجات.
وفي المستقبل، قد تعمل الرقائق التناظرية جنبًا إلى جنب مع المعالجات الرقمية، في أنظمة هجينة تجمع بين دقة الأولى وسرعة وكفاءة الثانية، ما يعزز إمكانيات الحوسبة الذكية بشكل غير مسبوق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg
جزيرة ام اند امز