«إيه إس إن-301».. مسيرة صينية تغيّر معادلات الدفاع الجوي
في قطعة جوية صغيرة تحمل منظارًا لصيد إشارات الرادار، تبدو «إيه إس إن-301» الصينية كامتداد عملي لدروس الحروب الحديثة: السيطرة على العين تمنح السيطرة على الميدان.
هذه المسيرة ذات الجناح الدلتا والمروحة الدافعة قادرة على الدوران والبحث عن نبضات الرادار ثم الانقضاض عليها لتفجير نفسها على مصدر الإشارة — سلاح مضاد-راداري مصغر يغيّر معادلات قمع الدفاعات الجوية ويجبر الخصم على إعادة ترتيب أساليب التشغيل والصيانة والرصد.
فماذا نعرف عن تلك المسيرة؟
«ايه إس إن-301» هي مسيرة صينية انتحارية محسنة لمهام قمع دفاعات العدو الجوية المضادة للإشعاع، جرى تصميمها للقيام بدوريات واكتشاف انبعاثات الرادار النشطة قبل أن تتجه نحو الرادار وتصطدم به لتدمير أو قمع مواقع الدفاع الجوي للعدو.
ووفقا لموقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي فإن هذه المسيرة يبدو أنها مستوحاة من ذخائر "هاربي" الإسرائيلية ومسيرات "شاهد" الإيرانية والتي أصبحت شائعة الاستخدام في صراعات الشرق الأوسط وكذلك في حرب أوكرانيا.
ومن غير المعروف على وجه الدقة سنة إنتاج المسيرة "ايه إس إن-301"، لكن من المرجح أنها أنتجت خلال العام الجاري لكن لم يتضح بعد عدد المسيرات التي أنتجتها الصين من هذا الطراز حتى الآن.
مواصفات:
- طولها: 2.5 متر
- باع جناحها: 2.2 متر
- وزنها يصل إلى 135 كيلوغراما
- تعمل بمروحة دافعة
- تصل سرعتها القصوى إلى 220 كيلومترا في الساعة
- مداها يصل إلى 288 كيلومترا
- بإمكان المسيرة حمل رأس حربي يزن ما بين 66.1 و88.2 رطل.
- وهذه المسيرة صينية الصنع لها جناح دلتا ومروحة دافعة
- مزودة بباحث مضاد للإشعاع
- على متنها مضبوط على نطاقات رادار واسعة، وهو ما يمكنها من تدمير الرادار النشط.
آلية الإطلاق
- يمكن إطلاقها إما من قاذفة عبوات مثبتة على شاحنة
- أو من سفينة حربية
وتشير لقطات حديثة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إمكانية إطلاق عدة مسيرات "إيه إس إن-301" دفعة واحدة من شاحنة واحدة، مما يعني أن القدرات الهجومية لها شديدة الفتك.
وتكمن قوة فتك المسيرة في قدرتها على البحث عن أنظمة رادار العدو وتدميرها، وهي أنظمة بالغة الأهمية لأمور مثل الدفاع الجوي.
وبفضل هذه المسيرة، يمكن للجيش الصيني جعل أي نظام للدفاع الجوي غير فعال من خلال إصابة أجهزة الاستشعار الخاصة به بالعمى مما يمنح الجيش الصيني وقتًا كافيًا إما لتجنب التدمير أو لتدمير وإتلاف هدف عدو محمٍ، بحسب "ذا ناشيونال إنترست".
تحديات
وفي حين أن مسيرة "ايه إس إن-301" رخيصة وتثير الإعجاب بسبب قدرتها على إلحاق أضرار جسيمة بأنظمة الدفاع الجوي المتطورة والباهظة الثمن، إلا أنها ليست نظامًا مضمونًا تمامًا.
ولا تعد الأسلحة المضادة للإشعاع نوعًا جديدًا من الأسلحة لذا، يمكن للعدو المستهدف بمسيرات "إيه إس إن-301" ببساطة إيقاف راداراته أو استخدام طُعم لمنعها من استهداف أنظمة الدفاع الجوي، كما يمكنه ببساطة تحريك راداراته لتجنب رصدها من قِبل المسيرة.
وأخيرًا، من الممكن أن يقوم العدو بتشويش المسيرة من خلال الحرب الإلكترونية التي أصبحت عنصرا أساسيا في الحرب الحديثة.
ومع ذلك، لا ينبغي الاستهانة بهذه المسيرة التي توسع من نطاق أدوات الصين في عمليات منع الوصول ومنع دخول المنطقة من خلال قمع الرادارات الأمريكية والتايوانية أو غيرها من حلفائها في مضيق تايوان.
ويجبر وجود هذه المسيرة في ساحة المعركة في المحيطين الهندي والهادئ الجهات الفاعلة الإقليمية على إعادة النظر في استخدام رادارها، وتقويته وقد يدفع -أيضا- الجهات الفاعلة المتحالفة مع الولايات المتحدة إلى تغيير أساليب القيادة والتحكم الخاصة بها والاستثمار في تدابير مضادة مكلفة ومعقدة ومتعددة الطبقات لكن كل هذه الأمور ستستغرق وقتًا طويلاً كما أنها باهظة التكلفة.
وتعد مسيرة "ايه إس إن-301" مثالاً واحداً من بين أمثلة عديدة على كيفية تطوير الصين لقدراتها بالكامل للعمل على إحباط الدفاعات الغربية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز