٥ سنوات عمل مقابل شقة.. شركة صينية تبتكر وسيلة للاحتفاظ بالمواهب
أثارت شركة صينية موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلانها عن مبادرة غير مألوفة تهدف إلى الاحتفاظ بموظفيها.
وتقوم المبادرة على منح شقق سكنية للموظفين الذين يكملون خمس سنوات من الخدمة. والخطوة، التي وُصفت بأنها «أكثر تأثيرًا من زيادة الرواتب»، جعلت الشركة محط أنظار الرأي العام وأشعلت نقاشًا واسعًا حول أساليب جذب الكفاءات في سوق العمل الصيني.
وفي عالم تستقطب فيه شركات التكنولوجيا الكبرى المواهب عبر رواتب مرتفعة، وحوافز نقدية، وأسهم ومكافآت مرتبطة بالأداء، إضافة إلى بيئات عمل مرنة ومزايا معنوية مثل العمل عن بُعد، تراهن الشركة الصينية على الاستقرار المعيشي طويل الأجل بوصفه عامل جذب أكثر عمقًا، خاصة في المدن خارج المراكز التكنولوجية الكبرى، حيث يمثّل امتلاك مسكن عبئًا أساسيًا على الموظفين. وبينما تسعى شركات التكنولوجيا إلى اجتذاب الكفاءات سريعًا وتحفيزها ماليًا في المدى القصير، تركز هذه المبادرة على بناء ولاء مؤسسي ممتد، يربط مصلحة الموظف الشخصية مباشرة باستمراره داخل الشركة.
ونقل تقرير نشرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ" الصينية أن الشركة هي «تشجيانغ قوه شنغ لتكنولوجيا السيارات» ومقرها مدينة ونتشو في مقاطعة تشجيانغ جنوب شرقي الصين. وقد أعلنت خطتها لتوزيع 18 شقة سكنية على مدار ثلاث سنوات، كحافز للموظفين المتميزين فنيًا وإداريًا. ووفقًا للإدارة، فقد تم بالفعل تسليم خمس شقق هذا العام، على أن يتم تخصيص ثماني شقق إضافية العام المقبل.
وتعمل الشركة في مجال تصنيع مثبتات السيارات، ويبلغ عدد موظفيها أكثر من 450 موظفًا، بينما وصلت قيمة إنتاجها الإجمالية في عام 2024 إلى نحو 490 مليون يوان. وفي مدينة مثل ونتشو، التي تعتمد بشكل كبير على العمالة الوافدة، ترى الإدارة أن الاستقرار السكني عنصر حاسم في الحفاظ على الكفاءات، خصوصًا في الوظائف التي تتطلب مهارات وخبرة لا تُكتسب في وقت قصير.
استقطاب المواهب
من جهته، أوضح المدير العام للشركة، وانغ جيايوان، أن الهدف من المبادرة بسيط وواضح: استقطاب المواهب المتميزة والحفاظ على فريق الإدارة الأساسي. وأشار إلى أن جميع الشقق تقع على مسافة لا تتجاوز خمسة كيلومترات من مقر الشركة، وتتراوح مساحتها بين 100 و150 مترًا مربعًا، في منطقة يبلغ متوسط سعر المتر المربع فيها بين 7 آلاف و8500 يوان.
وبموجب النظام المعتمد، يوقّع الموظفون المستفيدون اتفاقية سكن، وينتقلون إلى الشقق بعد انتهاء الشركة من تجديدها. وبعد إكمال خمس سنوات من الخدمة، تُنقل ملكية الشقة رسميًا إلى الموظف، على أن يتحمل تكلفة أعمال التجديد. وقد استثمرت الشركة أكثر من 10 ملايين يوان في شراء هذه العقارات.
وتشير الإدارة إلى أن بعض المستفيدين بدأوا مسيرتهم في وظائف مبتدئة قبل أن يتدرجوا إلى مناصب إدارية، في نموذج تريد الشركة تعميمه.
كما يرى رئيس مجلس الإدارة، تو كايتسون، أن المبادرة تسهم في جذب مدراء أكفاء من مدن كبرى مثل شنغهاي وسوتشو وتشجعهم على الاستقرار في ونتشو.
ووفقا للتقرير، فقد تراوحت ردود فعل المستخدمين على الإنترنت بين الإعجاب والحسرة، حيث اعتبر كثيرون أن العمل خمس سنوات مقابل امتلاك منزل حلم يصعب تحقيقه، بينما رأى آخرون أن هذه السياسة تعزز سمعة الشركة وتكشف عن نموذج مختلف لإدارة الموارد البشرية في الصين.