"كايسونج".. بداية مرتقبة لعودة الشركات الصينية إلى كوريا الشمالية
رجال الأعمال الصينيون يتطلعون إلي فرص تجارية بكوريا الشمالية مع الاستئناف المحتمل لمنطقة كايسونج الصناعية
دفع الاستئناف المحتمل لمنطقة كايسونج الصناعية، ومنتجع ماونت كومجانج في كوريا الشمالية، التي كانت تعمل في السابق مع كوريا الجنوبية، رجال الأعمال الصينيين ووكالات السفر إلى إلقاء نظرة جديدة على الفرص التجارية في البلاد.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أمس الثلاثاء إنه مستعد لاستئناف مشروع كايسونج الذي تم تجميده في عام 2016 وسط تصاعد التوترات السياسية بين الكوريتين، بالإضافة إلى إعادة فتح منتجع يدعى "ماونت كومجانج" في "كانغ وون دو" بكوريا الشمالية دون شروط.
وقادت تصريحات كيم بعض الشركات الصينية للنظر في تعاون محتمل مع كوريا الشمالية، حيث ترى شركة "Saint Ngong Tat Machinery"، وهي شركة صينية متخصصة في تصنيع معدات تجهيز الطعام، ومقرها تيانجين بشمال الصين، أن إعادة تشغيل المنطقة الصناعية بكوريا الشمالية يمكن أن تكون إشارة جيدة لزيادة العلاقات التجارية بين البلدين.
وقال نائب مدير الشركة، وانغ جي لصحيفة جلوبال تايمز إن معدات معالجة الحبوب الخشنة لدى الشركة جلبت استفسارات من أكثر من 30 تاجرا بكوريا الشمالية منذ عقد معرض بيونغ يانغ التجاري الدولي في سبتمبر/أيلول عام 2018.
وبحسب وانغ: "في عام 2017، قامت شركتنا ببيع آلة تحول مسحوق البطاطا إلى شعرية بقيمة 300 ألف دولار إلى كوريا الشمالية، ويمكن للآلة إنتاج 7 أطنان من المسحوق خلال 24 ساعة وتتطلب فقط 5 عمال لتشغيلها"، حيث أكد أن إعادة فتح المنطقة ستعتبر فرصة كبيرة للشركة الصينية في السوق الكوري الذي يفتقر إلى آلات تصنيع الأغذية المتقدمة.
وينتظر لي غوانغ أيضا، وهو مدير لقسم التجارة الخارجية بإحدى شركات الغزل والنسيج الصينية، مقرها مقاطعة جيانغسو بشرق الصين، أن يرى مستوى انفتاح كوريا الشمالية ورد فعل المجتمع الدولي تجاه هذا الأمر، حيث إن شركته تعمل في صناعة المنسوجات، وهو بند مدرج في قائمة عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.
ويقول لي: "المنتجات الصوفية تحظى بشعبية كبيرة في كوريا الشمالية، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت اللوائح البيئية في الصين أكثر صرامة في السنوات الأخيرة، وبالتالي، فإن إدارة مصنع في كوريا الشمالية ستكون خيارا جيدا".
ومنطقة كايسونج الصناعية، التي أطلقتها كوريا الشمالية بالتعاون مع كوريا الجنوبية في عام 2004، كانت تستخدم لاستيعاب الصناعات الكورية الجنوبية التي تتراوح بين الملابس والمنسوجات وقطع غيار السيارات قبل عام 2016، وخلقت المنطقة وظائف لأكثر من 50 ألف عامل كوري شمالي، معظمهم من النساء.
ومع ذلك، وسط التوترات السياسية بين الكوريتين التي اندلعت في عام 2016، تم إغلاق المنطقة، إلا أن الشركات الكورية الجنوبية تركت بعض الموظفين للحفاظ على الآلات في المنطقة بعد إغلاقها، وهي علامة أمل في استئناف النشاط.
كما ستحصل السياحة على دفعة إذا حدثت الاستئنافات بالفعل، حيث قال أحد الخبراء الاقتصاديون بكوريا الشمالية "إن الترويج لصناعة السياحة سيكون أجندة أساسية بالنسبة لكيم، نظراً لكونها تجارة سليمة يمكن أن توفر فوائد اقتصادية فورية.
ومع إعادة فتح منتجع جبل كومكانج المرتقب، أعربت وكالتا سفر مقرهما داندونغ بمقاطعة لياونينغ بشمال شرق الصين عن تفاؤلها.
وقالت خدمة داندونغ تشونغهانغ للسفريات الدولية لصحيفة جلوبال تايمز، إنها تتوقع خدمة المزيد من السياح الصينيين، خاصة في فصل الصيف، عندما يكون الطقس مناسبًا لقضاء العطلات.
في حين قالت الشركة إن أعمالها الرئيسية ستشمل على الأرجح منطقة جبل كومجانج السياحية بكوريا الشمالية، خلال فصل الصيف.
وكان قد تم إغلاق منتجع جبل كومكانغ في عام 2008 بعد أن أطلق جندي كوري شمالي النار على سائحة كورية جنوبية تجولت في منطقة محظورة بالمنتجع، ويلقي هذا الحادث بظلاله على العلاقات بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية.