مسؤول صيني يكشف تطورات جديدة في الاتفاق التجاري مع أمريكا
أمريكا والصين تعدان اتفاقا ليوقعه الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينج في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، الشهر المقبل.
أشار كبير المفاوضين التجاريين الصيني إلى وجود إشارات إيجابية إلى إحراز تقدم في المحادثات مع الولايات المتحدة، وأن الجانبين يعملان على التوصل إلى اتفاق تجاري جزئي.
وقال نائب رئيس مجلس الدولة، ليو هي، في مؤتمر تكنولوجي، في نانتشانج بمقاطعة جيانجشي، السبت: "حققت الصين والولايات المتحدة تقدماً ملموساً في العديد من الجوانب، وأرست أساساً مهماً للمرحلة الأولى من الاتفاق"، حسبما أفادت وكالة أنباء بلومبرج.
وأكد ليو هي مجدداً أن الصين "مستعدة للعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لمواجهة المخاوف الأساسية لدى الطرفين على أساس المساواة والاحترام المتبادل".
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة والصين على إعداد نوع من الاتفاق، ليوقّعه الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينج في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، الشهر المقبل، في تشيلي.
وقالت الولايات المتحدة إن الصين ستشتري ما يبلغ قيمته 50 مليار دولار من السلع الزراعية الأمريكية في مقابل تعليق الرسوم الجمركية الإضافية، إلا أن وكالة بلومبرج أفادت بأن الصينيين يريدون مزيداً من المحادثات وسيحتاجون إلى تخفيض الرسوم الجمركية الحالية، للوصول إلى هذا المبلغ من الواردات.
وقد لا يتطرق اتفاق "المرحلة الأولى" التي وصفتها واشنطن إلى العديد من القضايا الأكثر أهمية التي أطلقت الحرب التجارية المستمرة منذ أكثر من عام.
وقالت مصادر مطلعة في وقت سابق إن البيت الأبيض يبحث أيضاً طرح اتفاق متفق عليه من قبل بشأن العملة مع الصين.
وأضافوا أن الاتفاق سيكون مماثلاً للالتزامات التي تعهدت بها الصين بالفعل، وفقاً لمعايير صندوق النقد الدولي.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين إن المحادثات على مستوى أدنى ستتم عبر الهاتف خلال الأسبوع الجاري.
وصرح المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية جاو فينج، الخميس، بأن المسؤولين الصينيين يعملون على نص اتفاق تجاري بتنسيق وثيق مع المفاوضين الأمريكيين، وبدأوا مناقشات حول المرحلة التالية.
صندوق النقد يشيد بالتقدم في المحادثات التجارية
أشادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جيورجييفا، الخميس الماضي، بالتقدم المحرز في الجولة الأخيرة من المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة واصفة إياها بأنها "أنباء طيبة للغاية"، وحثت العالم على اغتنام الفرصة لتحقيق "سلام تجاري".
وقالت جيورجييفا في المؤتمر الصحفي الافتتاحي للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، "لقد شعرت بالارتياح إثر الإعلانات الصادرة الأسبوع الماضي من الصين والولايات المتحدة"، مضيفة أن "اجتماعاتنا هذا الأسبوع تعد بمثابة فرصة لجميع الأطراف لتحقيق تقدم في الانتقال من هدنة تجارية إلى سلام تجاري".
وكان هذا أول مؤتمر صحفي لجيورجييفا في هذه الاجتماعات بعد أن تولت رئاسة صندوق النقد الدولي في الأول من أكتوبر خلفا لكريستين لاغارد، التي تم تعيينها رئيسة للبنك المركزي الأوروبي.
وقالت الخبيرة الاقتصادية البلغارية تعليقا على المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم، إن "هذه أنباء طيبة للغاية كون الولايات المتحدة والصين تتحدثان مع بعضهما البعض"، مشيرة إلى أن التهدئة في التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة يقلل من التأثير السلبي على النمو العالمي، "ولن يدهشك ذلك".
ويشار إلى أن جيورجييفا حذرت من أن التحسن الأخير ليس جيدا بما فيه الكفاية. وقالت إن "ما نحتاجه ليس التوصل فقط إلى هدنة. نحن بحاجة لتحقيق سلام تجاري".
وتابعت "نحتاج إلى المضي قدما في نظام يتم تعزيزه ويتم تطبيقه حتى نتمكن من رؤية التجارة تعود إلى دورها كمحرك للاقتصاد العالمي".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يتطلب ذلك أن تقوم واشنطن وبكين بإلغاء التعريفات الجمركية والتعريفات الجمركية المضادة بالكامل بغية إعادة الاقتصاد العالمي إلى المسار الصحيح، قالت رئيسة صندوق النقد الدولي إنها لن "تختزل ذلك" بعامل واحد فقط.
وأضافت "لكنني أود أن أؤكد على أنه من المفيد للغاية دفع التجارة قدما، وهذا يعني أيضا إجراء تقييم على نحو صريح لما هو ليس صحيحا تماما في نظام التجارة اليوم"، موضحة "نعلم جميعا أننا توصلنا إلى اتفاقات بشأن التجارة تستند أساسا إلى الماضي، لكن لا يمكنك القيادة مكتفيا فقط بالنظر في مرآة الرؤية الخلفية".