مدارس صينية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقييم أسلوب الكتابة لدى الطلاب
60 ألف مدرسة صينية تشارك في برنامج اختباري تجريبي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم الأسلوب الكتابي للطلاب.
تشارك نحو 60 ألف مدرسة صينية- واحدة من كل أربعة في البلاد- في برنامج اختباري تجريبي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم الأسلوب الكتابي للطلاب.
وحسب ما ذكرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، يعتمد استخدام الذكاء الاصطناعي في تقييم المقالات الإنشائية للطلاب على الفهم المنطقي العام لمعنى النص، وعلى مراعاة اتباع نمط الكتابة السليم، وكذلك مدى التزام الطالب بالموضوع المحدد وعدم الخروج عنه، في خطوة تهدف إلي جعل التقييم أكثر إنصافًا ودقة.
ويقول العلماء المشاركون في البرنامج التجريبي إن تقنيتهم لا يقصد بها أن تحل الآلة محل المدرسين البشريين، ولكنها يمكن أن تساعد الطلاب الذين يعيشون في المناطق النائية على الوصول إلى الموارد التعليمية، كما يمكنها أن تساعد على تقليل الوقت الذي يقضيه المدرسون في مراجعة المقالات الطلابية وتجنبهم التناقضات التي تسببها الأخطاء البشرية مثل انعدام الاهتمام أو التحيز.
لم يتم إبلاغ الوالدين، ولا حتى التلاميذ في معظم المدارس المشاركة، بأن عملهم تمت قراءته وتقييمه من قبل "آلة".
وقال وانج جيانج، مدير مكتب الشؤون الأكاديمية في المدرسة الثانوية التابعة لجامعة رنمين- واحدة من أعرق المدارس في البلاد-: "نتعامل مع الاختبار التجريبي بحذر شديد، ولن يتم الكشف عن نتائج الاختبارات للجمهور" تماشياً مع اتفاق المدرسة مع منظمي المشروع".
في السياق ذاته، كشفت بعض المدارس التي شاركت في البرنامج أن "آلة التقييم" كانت بعيدة عن الكمال وأن البرنامج لا يزال في مهده، وأشار المعلمون إلى العديد من الأمثلة التي قيمت فيها الآلة مقالات ممتازة بدرجات منخفضة والعكس، لأنها تتبع المعايير النموذجية للكتابة، لكنها تفتقد للحس الإبداعي البشري.
وأكد المعلمون أن البرنامج يتم استخدامه حاليًا لتقييم الاختبارات الأسبوعية الاعتيادية فقط، ولا يوجد لدى أي من المدارس خطط لاستخدام التكنولوجيا في تقييم المقالات في الامتحانات التي قد تؤثر على السجل الأكاديمي الرسمي للتلاميذ.
يقول المطورون إن "الآلة عمرها 10 سنوات بالفعل، وهم واثقون بشكل متزايد من إمكاناتها ويقارنونها بـ "ألفا جو" أحد برامج الكمبيوتر التي طُورت من قِبل شركة جوجل في أكتوبر من العام 2015 وأًصبحت أول برمجية تهزم لاعبن بشرين محترفن في لعبة "جو" الصينية.
كما أكد المطورون أن آلة تقييم المقالات، قادرة على فهم اللغة البشرية باستخدام خوارزميات التعلم العميق، ما يجعلها مؤهلة لتصحيح المقالات التي يكتبها الطلاب، كما أنها قادرة على جمع وبناء "قاعدة معرفية" خاصة بها دون أي تدخل بشري.
وكشفت وثيقة حكومية- اطلعت عليها الصحيفة- أن اختبار الآلة الذي شمل أكثر من 60،000 مدرسة بها أكثر من 120 مليون طالب، أعطى نفس نتائج التقييم البشري في 92% من الاختبارات.
ووجدت دراسة أجريت عام 2012 في الولايات المتحدة أن الآلات قادرة على تقييم المقالات في بعض الاختبارات المعيارية، إلا أن القائمين على تلك الدراسة اعترفوا بأن أجهزة الكمبيوتر لا يمكنها أن تقدّر الكتابة الدقيقة أو الإبداعية، وأنهم لم يتمكنوا من التحقق من دقة الحقائق.
وقال يو يافينج، الأستاذ في معهد النظريات التربوية في جامعة بكين للمعلمين، "إن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تساعد في تقييم مواد مثل الرياضيات والفيزياء لأن الإجابات تكون موضوعية، لكن لا أظن أنه يمكن استخدامها لتقييم المقالات الإنشائية التي تعتمد على الإبداع والتفكير، "إنها وظيفة إنسانية".
وسبق وأن اعتمدت الصين طرقًا مختلفة لجلب الذكاء الاصطناعي إلى الفصل الدراسي، وأطلقت كتاباً دراسياً عن الذكاء الاصطناعي في عشرات المدارس الثانوية بالبلاد، كما تعمل على تعليم الأطفال علم الروبوتات والحوسبة السحابية في المدارس الابتدائية، لتسيير البلاد بخطي ثابته نحو خطتها الطموحة لتصبح الدولة رائدة عالمية في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA=
جزيرة ام اند امز