أزمة الرقائق تعصف بصناعة السيارات.. ضربة جديدة للشركات
تسبب نقص الرقائق في أزمة خانقة لكبرى شركات السيارات حول العالم، ما أجبر العديد منها على وقف الإنتاج أو خفضه بمصانع أخرى.
واشتكت علامات تجارية كبرى بقطاع صناعة السيارات مثل فولكسفاجن، نيسان، ميتسوبيشي، أودي، دايملر من تأخر توريدات أشباه الموصلات أو الرقائق الإلكترونية المستخدمة في تصنيع السيارات، مع توقعات باستمرار الأزمة خلال الربع الثاني مع العام الجاري.
وأعرب رئيس العلامة الرئيسية فولكسفاجن الألمانية، رالف براندشتيتر، عن اعتقاده بأن من الممكن أن تؤثر مشكلة نقص إمدادات المكونات الإلكترونية المهمة على قطاع صناعة السيارات لفترة طويلة.
الأزمة
وخلال ذروة أزمة كورونا في قطاع صناعة السيارات العام الماضي، حَوَّلَ العديد من مصنعي أشباه الموصلات توريداتهم إلى قطاعات صناعية أخرى غير قطاع صناعة السيارات، كما ظهرت مشكلات لدى منتجي الرقائق الإلكترونية أنفسهم في الآونة الأخيرة.
- فورد تنضم لضحايا "الشريحة".. أزمة الرقائق تعصف بصناعة السيارات
- شريحة ثمنها دولار واحد تهدد العالم.. أخطر 6 أسئلة في أزمة الرقائق
وأضاف براندشتيتر أن عوامل مثل العاصفة الثلجية في ولاية تكساس أو حريق شركة رينيساس لأشباه الموصلات في اليابان، قد أدت إلى وقف الإنتاج لفترة من الوقت في مواقع ذات طاقة إنتاجية كبرى، "وسنشعر بهذه التأثيرات بالتأكيد خلال الشهور التالية".
وأوضح أن فريق عمل المشتريات في مجموعة فولكسفاجن "لا ينشغل على مدار الساعة بموضوع آخر تقريبا، فهذه هي القضية الأهم على مستوى الإدارة التنفيذية".
وأشار براندشتيتر إلى احتمال ظهور بوادر لتراجع محتمل في حدة التوتر اعتبارا من الصيف المقبل وقال:" نفترض أن الوضع سيصبح أكثر هدوءا مرة أخرى في النصف الثاني من العام".ونوه إلى عدم وجود نقص في المكونات حاليا في منصة إنتاج سلسلة سيارات آي دي.
وذكر أن الحالات التي كان يتحتم فيها إلغاء نوبات عمل في مصانع فولكسفاجن كانت تتعلق في العادة بنقص في أجزاء خاصة من أشباه الموصلات :" كما حدث مؤخرا في مصنع إيمدن حيث لم نتمكن ببساطة من إنتاج السيارة باسات".
وأوضح أن فولكسفاجن تعطي أولوية في مسألة قطع الغيار للطرز ذات الإنتاجية العالية، "ويجري تقييم داخل المجموعة حاليا حول كيفية تنفيذ توزيع الحصص بمنتهى الشفافية بحيث تعرف كل علامة تجارية موقفها، ونحن نتوخى الأمر حتى لا يحدث فقدان في الأعصاب على نحو متسرع".
فولكسفاجن
واعتبارا من يوم الخميس الماضي، أوقفت شركة "فولكسفاجن" في سلوفاكيا إنتاج طرازاتها من سيارات الدفع الرباعي في مصنع براتيسلافا حتى 7 مايو/أيار المقبل.
وقالت المتحدثة باسم الشركة في سلوفاكيا، لوسيا كوفاروفيتش ماكايوفا، في تصريحات لوسائل الإعلام إن إنتاج السيارات الصغيرة سوف يستمر.
وكانت المتحدثة قد أكدت بالفعل قبل أسبوع أنه لا يمكن تجنب تقليص الإنتاج. ويحتل موقع براتيسلافا مكانة رئيسية داخل مجموعة فولكس فاجن، حيث تنتج هناك خمس علامات تجارية، كما أن المصنع قادر على تولي الإنتاج عن مواقع دولية أخرى إذا لزم الأمر.
نيسان
شركة نيسان اليابانية للسيارات التي تضررت من الأزمة، أعلنت هي الأخرى تخفيض إنتاجها في مصانعها بالولايات المتحدة والمكسيك خلال شهر مايو/أيار، وذكرت الشركة أنها سوف تخفض أيام العمل خلال مايو/أيار بما يتراوح بين يومين و8 أيام.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن مصانع نيسان في الولايات المتحدة والمكسيك انتجت 953 ألف سيارة خلال العام المالي 2020، بما يمثل نحو 25% من إجمالي إنتاج الشركة على مدار العام.
ميتسوبيشي
وصرح متحدث باسم شركة ميتسوبيشي اليابانية للسيارات الأسبوع الماضي بأن الشركة تعتزم خفض إنتاجها على مستوى العالم بواقع 16 ألف سيارة الشهر المقبل، بسبب نقص الرقائق الإلكترونية.
الأزمة
وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة سيات الإسبانية للسيارات، واين جريفيث، عن تخوفه من زيادة صعوبات أزمة توريد الرقائق الإلكترونية في الربع الثاني من العام الحالي.
وفي تصريحات لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قال رئيس الشركة:" أخبرنا الموردون بأننا سنواجه تحديات كبيرة في الربع الثاني، وربما تحديات أكثر صعوبة من الربع الأول".
كانت المجموعة أعلنت بالفعل عن تعذر إنتاج نحو 100 ألف سيارة في الربع الأول بسبب نقص الرقائق واستبعدت إمكانية تعويض هذا النقص على مدار العام.
وأضاف جريفيث، سيات تستنفد المتاح لديها في الوقت الراهن في الإنتاج في مصنعها الرئيسي في ماروتريل الإسبانية مشيرا إلى أن الشركة لن تبت في الموديلات التي ستنتجها إلا بعد توريد الأجزاء الإلكترونية من مصنعيها، وشدد على أهمية المرونة في هذا العام.
واضطرت شركة أودي إلى تعطيل الإنتاج في الأسبوع الجاري في مصنعها في نيكارسأولم، وأعلنت دايملر اعتزامها في الفترة المقبلة تقليص ساعات العمل بالنسبة لعدد من العاملين أكبر مما كانت تخطط له.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز