الشوكولاتة والبهارات والبن "تنقذ" لوحات رسام مصري
شاب مصري لم يمنعه ارتفاع الأسعار من ممارسة موهبته الفنية، وبات يرسم بأطعمة متنوعة من الشوكولاتة وحتى البهارات
يجلس وأمامه ورقة بيضاء من الحجم الكبير في مركزها رسمة غير مكتملة، إلا أنه على عكس العديد من الرسامين، فإن الشاب المصري أحمد رجب ليس محاطا بأقلام الرسم والتلوين المختلفة، لكن حوله كانت مجموعة متنوعة من الشوكولاتة والبهارات.
فبعد مواجهته مشكلة ارتفاع أسعار مختلف أدوات الرسم والتلوين، بات رجب يمارس موهبته التي لم يتخصص فيها دراسيا على الإطلاق، دون استخدام أبسط الأدوات التي تدعمه، لكن أطعمة مختلفة أنقذت لوحاته.
أحمد رجب -الذي يبلغ من العمر 25 عاما- يفاجئ جميع من يتابعون لوحاته ورسوماته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن أدواته الفنية عبارة عن "بهارات" ومجموعة متنوعة من الشوكولاتة، ليؤكد أن ارتفاع الأسعار ليس سببا كافيا يمنعه عن ممارسة موهبته؛ لأن "الرسم محبة لا يوقفها شيء".
ومتحدثا لبوابة "العين" الإخبارية، قال أحمد رجب، إنه لم يدرس الرسم قط، حتى أنه لم يكمل تعليمه الجامعي، "تركت كلية السياحة والفنادق في عامي الثالث بعدما وجدت أنني لن أعمل في هذا المجال، خصوصاً أن موهبتي كانت بعيدة تماما.. فقررت أن أعمل مع والدي في سوبر ماركت (محل سلع استهلاكية) الذي يمتلكه، صباحاً وأرسم لوحاتي ليلاً".
يرى الرسام الشاب أن شهادته الحقيقة هي تطوير نفسه في الرسم، فالفن يمثل جزءاً كبيراً من حياته، معبراً عن ذلك قائلاً: "أحب أي شيء له علاقة بالفن، كنت في البداية أعتمد على تقليد الصور، وكنت أتابع الفيديوهات المختلفة على اليوتيوب، وبعد وقت بدأت الرسم على كل شيء يقع تحت يدي، ومؤخراً بسبب أسعار الأدوات التي لا أستطيع شراءها، أرسم بواسطة البهارات والشوكولاتة والبن والنعناع".
ويتذكر أحمد أول لوحة رسمها كانت لأخته الصغرى، "رسمت أختي الصغرى وكانت بالنسبة لي مفاجأة، وقررت بعدها أن أستمر في الرسم، أرسم على الورق وعلى أكياس اللبان، والشيبسي، والبيض، وحتى اللب.. أراها تحدياً بالنسبة لي.. وأحب أن أخوضه وأنجح فيه، خصوصاً عندما أرسم فنانين ومشاهير".
ويروي الشاب المصري كيفية قدرته على رسم المشاهير في مدة أقل من نصف ساعة، "عندما كنت صغيراً كنت أحب تقليد شخصيات الكارتون، ومنذ حوالي 4 سنوات بدأت رسم البورتريه، وبمجرد نظري للشخص أبدأ أحدد ملامحه، وأجدني لا أرتاح إلا عندما أنتهي من رسمه".
ولا يتوقف نجاح أحمد عنده شخصياً لكنه يمتد إلى الآخرين، حيث قرر تعليم الموهوبين، لاسيما أنه لم يتعلم من أحد، ويقول لـ"العين": "أشعر دائماً أنه واجبي بما أني أحب الرسم وأطور نفسي فيه أن أعلم كل شخص لديه الموهبة هذا الفن".
واضطر أحمد لعدم إكمال حديثه مع بوابة "العين"؛ إذ إنه عادة يكون مشغولا في الصباح، نظراً لمساعدته والده في السوبر ماركت، حتى أنه في كثير من الأحيان يصطحب معه كميات صغيرة من البهارات والشوكولاتة، ليرسم ما يراه وما يجده تحدياً جديداً يدب الروح في لوحاته.