اكتشاف مصدر محتمل لكوليرا اليمن
الباحثون يكتشفون أن السلالة الشاذة من البكتيريا المسببة لوباء الكوليرا اليمني مرتبطة بالنسب الوحيد المسمى "7PET".
توصلت دراسة مشتركة بين معهدي ويلكوم سانجر البريطاني وباستور الفرنسي، إلى أن سلالة جاءت من شرق أفريقيا، دخلت مع هجرة الناس من وإلى المنطقة هي المصدر الأكثر احتمالاً لوباء الكوليرا في اليمن،
وخلال الدراسة التي نشرت 2 يناير/ كانون الثاني، في دورية نيتشر، اكتشف الباحثون أن سلالة من البكتيريا المسببة لوباء الكوليرا باليمن ترتبط بالسلالة المعروفة باسم "7PET "، والتي ظهرت لأول مرة في عام 2012 في جنوب آسيا، وتفشت في شرق أفريقيا بين عامي 2013 و 2014 ، قبل أن تظهر مجددا في اليمن عام 2016.
وعانت اليمن من موجتين لتفشي الكوليرا، الأولى خلال الفترة من سبتمبر/ أيلول 2016 حتى أبريل/ نيسان 2017 ، والثانية بوقت لاحق في أبريل/ نيسان 2017، وأسفرتا عن أكثر من مليون حالة مشتبه بها، وتسببا في وفاة ما يقرب من 2500 شخص، الأمر الذي دفع الباحثين إلى دراسة هذه الحالة التي تعد أسوأ تفشٍّ للكوليرا في التاريخ المسجل للمرض.
ويقول الدكتور فرانسوا كزافييه ويل، رئيس وحدة الجراثيم المعوية البكتيرية لمعهد باستور، والباحث الرئيس، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "درسنا العزلات البكتيرية التي جاءت من مختبرات الصحة العامة الوطنية في صنعاء، و3 عزلات من مستشفى سعودي يقع بالقرب من حدود اليمن، تم إرسالها من قبل وزارة الصحة السعودية".
وكان إجمالي العزلات 42 عينة من اليمن، تمت دراستها إلى جانب 74 عينة أخرى من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق ووسط أفريقيا، وقارن الباحثون هذه العينات مع مجموعة عالمية تضم أكثر من 1000 عينة من الكوليرا من الجائحة التي حدثت في الستينيات، وتسببها سلالة واحدة من الكوليرا "V. cholerae 7PET ".
ومن خلال استخدام التسلسل الجينومي، اكتشفت الباحثون أن السلالة الشاذة من البكتيريا المسببة لوباء الكوليرا اليمني، مرتبطة بالنسب الوحيد المسمى 7PET.
وتناقض هذه النتيجة التي توصلت لها الدراسة نظريات سابقة كانت تفيد بأن تفشي الكوليرا في اليمن سببه سلالتان مختلفتان، وفي حين أن معظم سلالات الكوليرا التي تسبب الأوبئة تظهر مقاومة للعديد من المضادات الحيوية، كانت النتيجة غير العادية التي توصلت لها الدراسة أيضاً أن سلالة الكوليرا اليمنية اختفت منها 4 جينات مسؤولة عن مقاومة المضادات الحيوية، توجد في السلالات الأخرى، مما يجعلها تستجيب للعلاج.
وعن السبب في إقرار أن مصدر العدوى جاء من شرق أفريقيا، وليس جنوب آسيا التي ظهرت فيها السلالة لأول مرة؛ يوضح د. فرانسوا أنه "من المعروف أن انتقال الكوليرا من مكان إلى آخر يتم من خلال مجموعات بشرية مصابة بها، وليس بسبب عودة المرض مرة أخرى بعد عدة سنوات من ظهوره الأخير، كما أن تكنولوجيات الحمض النووي المتسلسل الجديدة، مكنتنا من تتبع انتشار الكوليرا على المستوى العالمي، الأمر الذي من شأنه أن يفيد السلطات المسؤولة عن الصحة العامة والوطنية لاتخاذ تدابير الرقابة ذات الصلة وإصدار تدابير الوقاية".