صدمة في سريلانكا.. خسائر فادحة لأفضل وجهة للسفر خلال 2019

طريق مظلم للسياحة والعملة والاستثمارات الأجنبية في السندات بعد كارثة التفجيرات.
"الاقتصاد سيأخذ اتجاها هابطا، السياحة ستتأثر وقد تدفق بعض الاستثمارات إلى الخارج، علينا أن نتحلى بالصبر في هذه الأزمة الوطنية"، بهذه الكلمات عبر رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكريميسينجه في خطاب متلفز عن الصدمة التي اعترت البلاد بعد اجتياحها بـ8 هجمات إرهابية متزامنة أودت بحياة 180 شخصا، وأصابت المئات.
- لحظة بلحظة.. سريلانكا تحت الهجوم.. 8 تفجيرات إرهابية ومئات القتلى والجرحى
- سريلانكا "جزيرة الدم".. خريطة تمزقها صراعات دينية وعرقية
وتعتمد سريلانكا التي اختارتها شركة "لونلي بلانيت" أكبر مرجع ودليل للسفر حول العالم كأفضل وجهة للسفر في 2019، على السياحة كمورد معتبر للدخل، وكانت تتطلع لإنعاش الاستثمارات في قطاع الفنادق والمنتجعات من أجل زيادة حصتها السوقية في قطاع السياحة العالمي وجذب المزيد من الزائرين.
وأعادت الكارثة التي استهدفت فنادق فاخرة مثل شانجريلا وفندق كينجزبري وسينامون جراند، وأودت بحياة "سياح أجانب" أيضا، وفقا لوكالة بلومبرج، ذكرى الحرب الأهلية في سريلانكا التي دامت لعقود وانتهت عام 2009 بعد مقتل 100 ألف شخص على الأقل.
وأشارت تقديرات أولية إلى مقتل قرابة 35 سائحا في التفجيرات بينهم أستراليون.
وكانت السياحة إلى سريلانكا قد انتعشت بشكل كبير لتسجل 2.1 مليون زائر في 2017، مقارنة بـ 447 ألف زائر فقط في 2016، بينما أعلنت هيئة تنمية السياحة في سريلانكا أنها تستهدف مضاعفة عدد السياح إلى 4 ملايين زائر بحلول عام 2020.
وفي مارس/ آذار الماضي وحده، استقبلت سريلانكا 244 ألف سائح بزيادة 7% عن فبراير/شباط 2019، وكان معظم السياح أوربيين.
ولتعظيم إيرادات السياحة، دشنت الحكومة السريلانكية عدد من مشاريع خطوط السكك الحديدية، ووجهت الاستثمارات نحو بناء الفنادق الفاخرة، وجذب سلاسل الفنادق الدولية مثل موفنبيك، وشيراتون، وجراند حياة.
ورغم أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن التفجيرات حتى الآن، يظل التنوع العرقي والديني الكبير في البلد التي يبلغ تعداد سكانها 21 مليون نسمة، مصدرا للقلق.
مصادر القلق من هذا النوع تكون ذات تبعات خطيرة على المستثمرين الأجانب، وهو ما يفسر تصريحات رئيس الوزراء التي تحدثت عن احتمال هروب بعض الاستثمارات.
وكانت تلك الاستثمارات سببا في ارتفاع قيمة الروبية السريلانكية بنسبة 4.75% خلال العام الجاري، بعد أن تدفقت أموال الأجانب إلى السندات السريلانكية.
وقال رئيس الوزراء إن حكومته ستتخذ خطوات فورية لاحتواء الموقف.