الجارديان: مسيحيو فلسطين يواجهون خطر الطرد من الأرض المقدسة
رغم الاضطرابات التي تسبب فيها إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، حرص المسيحيون الأرثوذكس على الاحتفال بعيد الميلاد في الأرض المقدسة.
احتفل المسيحيون الأرثوذكس، الأحد، بعيد الميلاد المجيد، على الرغم من الاضطرابات التي تسبب فيها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وبقدر حجم التهديد الذي يشكله قرار ترامب على الوضع الراهن السياسي، يوجد تهديد أيضا للوضع الديني، يثيره المستوطنون المتطرفون في القدس وحولها.
ووفقا لمقال كتبه ثيوفيلوس الثالث، بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس، ونشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، يبدو أن الأقباط الذين طالما كانوا إحدى ركائز المجتمع في الأرض المقدسة، "غير مرئيين" في هذه الأزمة حول القدس.
- ماكرون لوفد فلسطيني: متمسكون بحل الدولتين
- قرقاش: التحرك ضد القرار الأمريكي حول القدس ينطلق من رفض دولي
ويقول البطريرك ثيوفيلوس الثالث في مقاله: "يعيش المسيحيون في الأرض المقدسة منذ ما يزيد على ألفي عام، وتمكنوا من النجاة من غزوات لا تعد ولا تحصى، وازدهروا في ظل مختلف أشكال الحكومات".
وتابع أن استمرار المسيحيين في القدس اعتمد على مبدأ أنه يجب مشاركة الأماكن المقدسة بين الجميع من مختلف الأديان، وأن حماية الأماكن المقدسة تتم من خلال مجموعة من القوانين تتبعها جميع الديانات والسلطات الحكومية في المنطقة على مر العصور.
وأضاف أن أطرافا متعددة تريد الآن الاستيلاء على الأرض المقدسة، بما فيها القدس وكأنها حيازة حصرية لشعب معين، وهو ما يزدري من الآلية التي حافظت على السلام والمشهد متعدد الأديان المستمر منذ أجيال، لافتا إلى أن القدس هدية مقدسة للعالم بأسره، وأي محاولات لامتلاك المدينة المقدسة أو جعلها حصرية لمجموعة معينة، ستكون بمثابة خيانة لطبيعتها الحقيقية والأصلية.
ومؤخرا ذهبت وفود مسيحية من الأرض المقدسة إلى المملكة المتحدة سعيا لطلب الدعم في التهديدات التي يواجهونها فيما يتعلق بالأراضي والقانون، وفي لقاءات مع الأمير تشارلز ووزراء حكوميين، فضلا عن قيادات كنسيّة بريطانية، سُلّط الضوء على مشروع قانون مقترح ووقع عليه 40 عضوا بالكنيست الإسرائيلي، من شأنه أن يقيد حقوق الكنائس في التعامل باستقلالية على أراضيها الخاصة، كما نوقشت أيضا التهديدات التي تواجهها أرض الكنيسة حول "بوابة يافا" في البلدة القديمة في القدس.
وأشار البطريرك إلى أن المسيحيين يعانون أيضا من تهديدات وممارسات غير مقبولة من قبل جماعات متطرفة من المستوطنين تحاول فرض سيطرتها على الممتلكات حول بوابة يافا.
وقال إنه إذا نجح هؤلاء المستوطنون في ذلك، سيتمكنون من ممارسة حملتهم العدوانية التي تشمل التخلص من غير اليهود وطردهم من المدينة والمراكز الاستراتيجية، مهددين وجود المسيحيين في الأرض المقدسة.
وشدد البطريرك ثيوفيلوس الثالث على أنه لا ينبغي لأي طرف ادعاء ملكية حصرية لأي مكان مقدس، وفي هذه الحالة لمدينة القدس.. مضيفا: "ينبغي علينا القتال من أجل هذه القضية لأنه حق، ولأنه واجبنا الأساسي".