كريستين الملاخ.. مصرية تدون ذكرياتك بالرسم في "شخصية وحدوتة"
كريستين الملاخ تعشق تجميع الصور القديمة وكتابة ذكرياتها، مما دفعها لإطلاق مشروع يدون ذكريات الأشخاص بالصورة في كتاب "شخصية وحدوتة"
مشروعها فكرة مختلفة، تقوم على موهبة الرسم، التي تملكها منذ الصغر بدون دراسة ساعدتها، فراحت تبدع في تدوين ذكريات الناس بالرسم والكتابة مع طيف كاريكاتير يسرد قصصهم داخل كتاب "شخصية وحدوتة".
المصرية كريستين الملاخ، البالغة من العمر 27 عاما، تخرجت في كلية الفنون التطبيقية عام ٢٠١٣، قسم الأزياء، وعملت في مجال تصميم الأزياء في بداية حياتها العملية، لكنها بعد ذلك تفرغت لمشروعها الخاص، الذي تروي تفاصيله خلال حوارها مع "العين الإخبارية".
في البداية.. كيف كانت مسيرتك في مجال تصميم الأزياء؟
قبل تخرجي التحقت بعدة وظائف متخصصة في مجال الأزياء، وحصلت على خبرة كافية في عامين، وبدأت أتدرج في السلم الوظيفي، وتنوعت خبراتي التصميمية بين تصميم الفساتين والديكورات المنزلية، فهذا الأمر موهبة من عند الله، والسبب الرئيسي الذي دفعني لترك مجال التصميم إنجابي طفلا، أردت التفرغ التام لرعايته، وبعد فترة شعرت بالملل، لذا حاولت مرارا وتكرارا أن أفكر في مشروع مختلف أستطيع إدارته من المنزل، وقررت أن أدون ذكريات الأشخاص في كتاب اسمه "شخصية وحدوتة" يحتوى على أهم المواقف والكلمات الرابطة بين الأشخاص أو الأسرة الواحدة.
من أين جاءتك فكرة تدوين الذكريات؟
من حبي وعشقي وموهبتي للرسم والتلوين منذ الصغر، بالإضافة إلى أنني دائما أريد تجميع صوري في ألبوم، فأنا أتذكر أول رحلة مدرسية شاركت بها حتى صور زواجي، فكل هذه المراحل مجمعة داخل ألبومي الخاص، فجاءتني الفكرة من موهبتي في الرسم وعشقي لجمع الصور، لذا قررت أن أقدم مشروعا مختلفا بأن أجمع الصور والذكريات والحواديت للأشخاص في كتاب "شخصية وحدوتة"، وبعد خروج مشروعي إلى النور تلقيت ردود أفعال إيجابية وطلبات عمل كثيرة تريد أن أدون ذكرياتهم وأرسمهم داخل الكتاب، لذا طلبت منهم إرسال القصص والمواقف والصور التى يريدون نشرها، وبعد تلك المرحلة يتم تحديد عدد صفحات الكتاب، كل حسب قصته، ثم وضع الصور المرسومة بجانب المواقف والذكريات المطابقة لها، وفي نهاية الأمر يسلم كتاب "شخصية وحدوتة" في 3 أيام.
ما أول قصص كتاب "شخصية وحدوتة"؟
كانت قصتي أنا، فبدأت بنفسي ودونت ذكرياتي منذ أيام الطفولة وحتى ولادة طفلي في المستشفى، فأردت أن أبدأ بقصتي حتى يطمئن الجميع للمشروع من جانب، والآخر الأهم حتى أجرب في نفسي "الطبخة الأولى" للمشروع، فعندما انتهيت من تجميع ذكرياتي ورسم صوري، شاهدت مشروعا رائعا، وتحمست بنشر الفكرة على صفحتي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبعدها انهالت عليّ الطلبات.
هل سبق أن رفضت تدوين قصص لأنها خارجة عن النص؟
هذا لم يحدث على الإطلاق حتى الآن، فكل الأشخاص الذين طلبوا مني تخليد ذكرياتهم يروون ليّ مواقف وقصصا في غاية الحب والاحترام، طبعا إذا حدث العكس وفوجئت بأحد يطلب تدوين ذكريات أو رسم صور غير لائقة، سيتم رفض طلبه فورا، بل وسيتم وضعه على قوائم المحظورين حتى لا يتسنى له الإرسال مرة أخرى، فأنا أحاول بقدر الإمكان أن أقدم أعمالا لائقة ومتعارفا عليها داخل مجتمعنا المحافظ الذي اعتاد أن يرى ويسمع كل ما هو مألوف وليس العكس.
وكيف تطور مشروعك ليستهدف الأطفال؟
بعد نجاح مشروعي شعرت بأن من الضروري تخصيص كتب للأطفال ورصد ذكرياتهم خلال المرحلة العمرية الأولى في صورة كتب ترسم شخصيات كرتونية معروفة ومحببة لديهم حتى يتقربوا إلى الكتب التى تخصص لهم، فمعظم الأهالي أصبحوا متفاعلين مع أعمال أطفالهم، ويرصدون قصصهم في المدرسة والنوداي والبيت ومع الأصدقاء، ويجلبونها لي لتدوينها في كتبهم المخصصة على أسماء الشخصيات الكرتونية.
هل يمكن القول إن مشروعك يدر أرباحا جيدة؟
طبعا، فمشروعي أهدافه بالترتيب: تقديم أمر مختلف يفيد الجميع، بالإضافة إلى ملء أوقات فراغي التى كادت تصيبني بالإحباط وتجعلني أشعر بأنني فتاة غير مفيدة، وكل ما تعلمته يذهب إلى الجحيم، وأن موهبتي ستدفن بين الأعمال المنزلية الروتينية، فأنا لا أنكر أن مشروعي هدفه الربح لكن ليس كسب المال المرتفع، فأنا أقدم أعمالي بأسعار رمزية ترتبط بتكلفة المواد المستخدمة، وطبيعة التصميم المطلوب.
ألا تفكرين في وصول مشروعك للعالمية؟
لا أعلم، لكنني أتمنى أن يحدث ذلك، وأن ينتشر مشروعي الذي نجح في مصر في مختلف بلاد العالم، وكل ما يهمني في هذا التوقيت أن أرى نجاحه بفضل الله والمصريين الذي شجعوني ودعموا الفكرة بكل قوة، وأصبحت مشهورة لحد ما بفضل طلباتهم بتدوين ذكرياتهم وقصصهم ورسم صورهم داخل كتاب "شخصية وحدوتة"، فكل هذه الأمور تجعلني أشعر بالسعادة والفرح.
هل كان هناك دور لزوجك وعائلتك في نجاح مشروعك؟
طبعا، فقد قدموا لي كل الدعم، وأسرتي الكبيرة المكونة من والدي ووالدتي وأشقائي كانوا يساندونني كل يوم، ويسألون عن آخر أخبار المشروع، وعرضوا عليّ المساعدات المالية لتوفير بعض الأعمال في أول الأمر حتى أتمكن من عرض الفكرة بالكتابة والصور وكل شيء، فلم يتركوني لحظة واحدة، أما زوجي فكان دوره كبيرا أيضا، فدائما كان حريصا على دفعي بالطاقة الإيجابية ورفع معنوياتي حتى أتمكن من إخراج عمل فني مميز.