بالصور.. كنيسة القيامة قبلة مسيحي العالم في أسبوع الآلام
"كنيسة القيامة" في البلدة القديمة بالقدس هي القبلة التي تتوجه إليها أنظار المسيحيين من كل أنحاء العالم
تمثل كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس هذه الأيام القبلة التي تتوجه إليها أنظار المسيحيين من كل أنحاء العالم، بسبب احتوائها على موقع صلب ودفن المسيح بحسب العقيدة المسيحية.
وتبعد كنيسة القيامة عن المسجد الأقصى نحو 500 متر سيراً على الأقدام، فما أن تخرج من أي باب من الأبواب الغربية للمسجد (5 أبواب) ستجد أن الطريق يمثل مرتفعا مدرجا عليك أن تقطعه وسط أزقة الحي العربي في البلدة القديمة لتصل إلى الكنيسة التي تتوسط الحي المسيحي بالبلدة القديمة.
بمجرد الاقتراب من الكنيسة ستبدأ في استنشاق البخور الذي ينطلق من البازارات التي تعج بالصلبان المختلفة الأشكال والأحجام، حتى ترى مبنى ضخما يغلب عليه الطابع القديم في البناء يعلوه برج كبير عليه الجرس الكنسي المميز .. ذلك المبنى هو كنيسة القيامة.
وتعد كنيسة القيامة من أهم وأقدم المزارات المسيحية في القدس وأكثرها قداسة على الإطلاق، وللكنيسة ساحة كبيرة من الجهة الجنوبية تقود إلى المدخل، وتنتشر شرقها وغربها أديرة وكنائس صغيرة للطوائف المسيحية المختلفة.
باب صغير هو الذي يقود الزائر إلى ساحة الكنيسة، تعلوه لافتة كُتب عليها "ممنوع دخول السلاح ويرجى ارتداء الملابس المحتشمة"، عقب عبور الباب ستجد ساحة كبيرة من مستويين تفصل بينهما عدة درجات يمينا يوجد مدخل الكنيسة، وهو أحد مدخلين أغلق أحدهما الناصر صلاح الدين الأيوبي عندما فتح القدس، ويساراً ستجد درجاً طويلاً يؤدي إلى مسجد عمر بن الخطاب الذي أقيم في موقع صلاة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين عند فتحه للقدس.
للكنيسة 4 طوابق، يقود المدخل إلى الطابق الأرضي الذي توجد به الرخامة التي غُسل عليها جثمان السيد المسيح، وفقا للمعتقدات المسيحية، وهي رخامة يبلغ طولها نحو المترين وعرضها نحو المتر وتعرف باسم "حجر الطيب" ويجثو فوقها العشرات طمعا في البركة.
وراء تلك الرخامة توجد لوحة العشاء الأخير للسيد المسيح وحوارييه الإثنى عشر من الفسيفساء وهي تحتل واجهة المدخل بالكامل، وعلى يمينها توجد غرفة لا تفتح إلا لكبار الزوار، تضم رفات عدد من القديسين وبطاركة الروم الأرثوذكس، الطائفة الأكثر انتشاراً في الأراضي الفلسطينية.
وتعتبر كنيسة القيامة بالقدس، بالإضافة إلى كنيسة المهد ببيت لحم، من أقدس الأماكن المسيحية ويعود تاريخها إلى العام 335 م وبنتها الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين.
وعندما فتح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) القدس في العام 636 ميلادية، أعطى الأمان لأهلها، وزار كنيسة القيامة وقد حان وقت الصلاة وهو فيها، فأراد البطريرك صفرونيوس أن يجعله يصلي في الكنيسة، إلا أن عمر رفض لكي لا يتحول الأمر إلى عادة، ورمى حجراً وصلى موضع سقوطه خارج الكنيسة، وهو الموضع الذي بني فيه مسجد عمر بن الخطاب.
وتمتاز واجهة الكنيسة بطراز معماري فريد، وتزينه الأعمدة الضخمة والأقواس الحجرية.
وعلى يمين المدخل هناك درج يؤدي إلى الطابق الأول الذي يضم كنيسة الجلجثة التي يُعتقد أنها مكان صلب السيد المسيح والتي يقف العشرات في صف طويل للتبرك بالمكان الذي وضعته مكانه نجمة فضية تحمل فوقها صورة لصلب السيد المسيح.
وعلى يسار "حجر الطيب" ممر واسع يؤدي إلى القبر المقدس، الذي دُفن فيه السيد المسيح، وفقاً للمعتقدات المسيحية، وهو بناء ضخم من الخشب، يقف على بابه قس أو اثنين يحاولان تنظيم الدخول، إذ عادة ما يصطف المئات من أجل الدخول إلى داخل القبر المكون من حجرتين الأولى بها تكوين حجري رباعي الأطراف يشعل من يشاء به الشمع للتبرك، والثانية تضم القبر المقدس، وهي غرفة ضيقة لا تسع إلى فردين وقوفا، وبها بناء رخامي طوله متر واحد وسطحه أملس وتغطيه قماشة زرقاء تحمل نقوشا مسيحية، بالإضافة إلى الصلبان والمصابيح التي نقُشت عليها الصلبان.
ويوم سبت النور من كل عام، وهو يوافق اليوم السبت، يتوافد مئات الآلاف من مسيحيي العالم على كنيسة القيامة لمشاهدة طقس خروج النور من القبر المقدس، وهو طقس سنوي يقوم به بطريرك الروم الأرثوذكس، وبحضور ممثلين من جميع الكنائس في العالم.