الأب مانويل مسلم: الاعتداء على كنيسة القيامة تهيئة لما هو أكبر
رئيس دائرة العالم المسيحي في منظمة التحرير الفلسطينية، في مقابلة مع "العين" يندد برفع العلم الإسرائيلي على مدخل كنيسة القيامة بالقدس المحتلة.
حذر الأب مانويل مسلم، رئيس دائرة العالم المسيحي في منظمة التحرير الفلسطينية، بأن الاحتلال الإسرائيلي قد يقترف مذبحة في المسجد الأقصى وقد تقدم على هدمه؛ في إطار سعيها لبناء الهيكل المزعوم، مستغلة حالة الضعف العربي، منددًا برفع العلم الإسرائيلي على مدخل كنيسة القيامة بالقدس المحتلة.
وقال مسلم في مقابلة مع "بوابة العين": "إسرائيل قد تبيت لنا مأساة في الأقصى المبارك، وقد تبيت لمذبحة أو هدم للمسجد، خصوصا أن الزمان الذي نحن فيه والعرب بحالهم الذي هم عليه غير قادرين على لجْم إسرائيل فقد تحقق الصهيونية هدفها ببناء الهيكل .. وهذا ما يجب أن نحذر منه".
وأدان رفع العلم "الإسرائيلي" على المدخل الشرقي لكنيسة القيامة في القدس الأسبوع الماضي، مشددًا على أن ذلك جزء من تهيئة الرأي العام الأوروبي للمسجد الأقصى.
الأقصى هو الهدف
وأضاف "هدف إسرائيل الأقصى وليس كنيسة القيامة، اعتداءاتهم على القيامة وغيرها من الكنائس لتهيئة المجتمع الأوروبي"، لافتا إلى أن ما يحصل مع المسلمين الفلسطينيين يحصل مع المسيحيين الفلسطينيين أيضا، فهم يضربون ضربة خفيفة على المسيحيين ومقدساتهم ليلطموا اللطمة القوية للأقصى".
وتابع "إذا كانت إسرائيل تعتدي على المسيحيين وهم الخاصرة الأضعف ويحاولون التضييق عليهم وعلى الكنائس هذا دليل على أن المسلم هو الهدف الأول والمسيحي الهدف المتأخر، لكنهم يثيرون المتأخر لتبرير استهداف الأول".
وقال: "ما دامت إسرائيل تحرق الإنسان وهو الأقدس فإنها تحرق البنيان من مسجد وكنيسة وغيرها، طالما تجعل الإنسان ضحية لها حيث تقتل الفلسطيني في الضفة بحجج واهية الآن، تجعل الاحتلال يهدم أي كيان مقدس".
وقتلت قوات الاحتلال 261 فلسطينيًّا منذ اندلاع الهبّة الشعبية مطلع أكتوبر 2015، عدد كبير منهم قتلوا في إعدامات ميدانية بذريعة محاولتهم تنفيذ عمليات طعن أو دهس، وفق منظمات حقوقية فلسطينية.
كيان مارق
ووصف راعي كنيسة اللاتين إسرائيل، بأنها كيان مارق، قائلاً: "هي ليست دولة، إنما كيان مارق تجمع من مشتتين من أوروبا ومختلف العالم وأقاموا لهم كيانا على أرضنا، جاؤوا بفكرة صهيونية مؤسسها هرتزل تحدث فيها عن إحلال دين مكان دين".وتطرق إلى قرارات اليونسكو الأخيرة، مشيرا إلى أنها "أقرّت بأن الأقصى ملك للعرب الفلسطينيين، لكنها خلقت لنا كارثة جديدة من قبل كيري والدول الغربية حول أن ساحة الأقصى هي ساحة جبل الهيكل"، في إشارة إلى مواقف الدول التي رفضت القرار.
وأضاف "لهذا إسرائيل ستخلق مآزق ستحمّلنا نحن إرهابا جديدا إذا حاولنا الدفاع عن مقساتنا".
وشدد على أن العرب ليسوا أعداء لليهود والمسلمين ليسوا أعداء لليهود، هم أعداء إسرائيل كدولة محتلة، مضيفا "لهذا الوعي بالعدو الآن مطلوب من الدول العربية والإسلامية، وأن تعرف جميعها أن عدوها ليست الدول العربية إنما هو إسرائيل".
وقال: "يجب أن يلتف الكل العربي والإسلامي حول القضية الفلسطينية التي ما زالت القضية الأولى، وإسرائيل دولة غازية محتلة لا مكان لها على هذه الأرض".
اقرأ أيضا:
- المسيحيون يحتفلون بـ"أحد السعف" في كنيسة القيامة بالقدس
- قرار نهائي لليونسكو: المسجد الأقصى تراث إسلامي خالص
حرب دينية
وأشار الأب مانويل مسلم إلى أن إسرائيل خسرت جميع الحروب الأخلاقية، وهي الآن تركز على استهداف الأقصى بالحفريات والبناء والاقتحامات وتثير كل القضايا المتعلقة بالدين، فنرى هنا حرق كنائس وهناك اعتداء على مساجد.وقال "ما فكرة يهودية الدولة (التي يطرحها الاحتلال) إلا لإدخال المنطقة بحرب دينية لإخراج غير اليهود من المنطقة وفق معتقداتهم".
وتابع "حين يعتدون على المساجد والكنائس لا يخرجون (المستوطنون) من ذاتهم إنما وراءهم ثقافة وتربية وتعليم عنصري يدرسونها على أيدي حاقدين يغذونهم على احتقار الآخر وإخراجه من الأرض.
وتعرضت في الأشهر الماضية العديد من المساجد والكنائس في الضفة والقدس إلى عمليات حرق متعمدة وكتابات عنصرية من طرف مستوطنين.
لن نقف صامتين
وشدد على أن الاعتداءات اليومية لا تشكل خطرا عاديا بل خطر كبير، مبديا التصميم على مواجهة هذه الاعتداءات.
وقال: "لن نقف صامتين إزاء اعتداءاتهم، سندافع عن الأقصى كما القيامة؛ لأن هذا ملك للفلسطينيين العرب وليس لسواهم، سنقاتل في الكفاح سويا ولن يفرقنا شيء".
وتطرق إلى الوضع الفلسطيني بشكل عام، ووصفه بأنه قاتم، وقال: "هناك احتلال يغلق كل شيء على الفلسطينيين، فإسرائيل خلقت واقعا قاسيا في الاقتصاد والعلاقات البينية بين الفلسطينيين وقسمت الجغرافيا الفلسطينية ووو".
هجرة بسبب الحصار
ولفت إلى أن ذلك أدى إلى هجرة كبيرة ليس بين المسحيين فقط بل بين المسلمين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن عدد المسيحيين في غزة كان حتى 2009، 3500 نسمة، أما اليوم فلم يتبق في غزة سوى أقل من ألف مسيحي فقط، وذلك بسبب الحصار الاسرائيلي المطبق والحروب المتعددة على القطاع.
وقال: "ما تبقى من المسيحيين في غزة يعيشون كشعب واحد في غزة، فنحن لا نواجه اضطهادا في غزة أو الضفة من المسلمين، بل على العكس العلاقات بيننا قوية جدا".