مهام «تخريبية» لوزارة الحرب غير النبيلة.. ماذا نعرف عن جيش تشرشل السري؟
في كل الحروب الكبرى توجد منظمة تقوم بمهام لا تستطيع القوات النظامية القيام بها، أولى هذه المنظمات يطلق عليها «جيش تشرشل السري».
تلك المنظمة حملت عدة أسماء، أبرزها منظمة "تنفيذ العمليات الخاصة Special Operations Executive"، أو جيش تشرشل السري، أو وزارة الحرب غير النبيلة.
شكلت هذه المنظمة رسميًا بتاريخ 22 يوليو/تموز عام 1940 برئاسة وزير الحرب الاقتصادية هيو دالتون، عبر دمج ثلاث منظمات سرية، كان الغرض منها إجراء عمليات التجسس والتخريب والاستطلاع في أوروبا المحتلة (وفي وقت لاحق في جنوب شرق آسيا المحتل أيضا) ضد دول المحور، ومساعدة حركات المقاومة المحلية.
لم يكن يعلم بوجود جيش تشرشل السري سوى عدد قليل من الناس، وكان يُشار في بعض الأحيان إلى عناصرها باسم «صعاليك شارع بيكر»، تيمنا بموقع مقرها الرئيسي في لندن.
وتم إخفاء فروع المؤسسة، وأحيانا المؤسسة ككل، لأغراض أمنية وراء أسماء مثل «المجلس التقني المشترك» أو «مكتب البحث المشترك بين الدوائر»، أو الفروع الوهمية التابعة لوزارة الطيران أو الأدميرالية أو مكتب الحرب.
وعملت منظمة تنفيذ العمليات الخاصة في جميع المناطق التي احتلتها أو هاجمتها قوات المحور، باستثناء الحالات التي جرى الاتفاق فيها على خطوط ترسيم الحدود مع الحلفاء الرئيسيين لبريطانيا مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي).
كما استخدمت المنطقة المحايدة في بعض الأحيان، أو وضعت خططا واستعدادات في حال تعرض بلدان محايدة لهجوم من قبل دول المحور.
وبلغ عدد الموظفين لدى المنظمة مباشرة أو الذين يعملون تحت تحكمها أكثر من 13000 شخص، حوالي 3200 منهم من النساء.
أبرز المهام:
خلال الحرب تولت هذه المنظمة دون جدوى تخريب شحنات المواد الاستراتيجية الحيوية المُرسَلة إلى ألمانيا من قبل الدول المحايدة، عبر تفخيخ البوابات الحديدية على نهر الدانوب.
كما تولت مهام إنتاج منشورات وكتيبات فنية لقادة حرب العصابات، وتشكيل السرايا المستقلة، التي هي وحدات مستقلة تهدف إلى تنفيذ عمليات تخريبية وحروب عصابات خلف خطوط العدو في الحملة النرويجية، والوحدات المساعدة، ووحدات الكوماندوز القائمة على الحرس الوطني المتأهبة في المؤخرة، التي من شأنها أن تتصرف في حالة غزو دول المحور لبريطانيا.
متى حُلت؟
بعد الحرب، حرى حل المنظمة رسميًا في 15 يناير/كانون الثاني عام 1946، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2009، جرى الكشف عن نصب تذكاري لعملائها، على جسر ألبرت من جانب قصر لامبث في لندن.