مرصد "العين الإخبارية" في رمضان: "ترجمان الأشواق".. صورة سينمائية لممثلين يعرفون قيمة الكلمة
"ترجمان الأشواق" يجمع 3 من مخضرمي الدراما السورية هم الفنان عباس النوري إضافة إلى أستاذي المسرح السوري غسان مسعود وفايز قزق.
يعد مسلسل "ترجمان الأشواق" التجربة التلفزيونية الأولى للمخرج السينمائي محمد عبدالعزيز بعد عدة أفلام سينمائية، عُرف من خلالها باختزان صورته لجماليات عالية تعج بالإشارات الرمزية البليغة، إضافة إلى العمق الفكري في مقولات أفلامه التي عادة ما يكتبها بنفسه.
ولو استطاع المخرج الشاب النجاح في نقل تلك المميزات إلى التلفزيون، فسنكون على موعد مع دراما سورية تمتاز بتجديد الروح السينمائية فيها.
في الثمانينيات من القرن الماضي، سجل السينمائيون السوريون حضورهم الأول في الدراما السورية، وفي ذلك الوقت وصف عرّاب هذا الحضور السينمائي في التلفزيون، المخرج هيثم حقي، تلك التجربة، بالقول : "خطوة إلى الوراء في مجال السينما من أجل خطوتين إلى الأمام في مجال التلفزيون" في إطار ما سمي وقتها بـ"السينما المتلفزة"، واليوم يميل المخرج عبدالعزيز للترويج عن عمله "ترجمان الأشواق" بعبارة "السينما في بيتك"، وهنا يبرز السؤال كم خطوة ستعود سينما محمد عبدالعزيز إلى الوراء من أجل خطوة متقدمة للتلفزيون، أم أنه سينجح بالحفاظ على طاقته السينمائية الكاملة في مسلسل تلفزيوني تتسع فيه مساحة الحوار على حساب الصورة.
العمل كان طوره تلفزيونياً الكاتب بشار عباس عن قصة فيلم للمخرج محمد عبدالعزيز، الأمر الذي يعدنا بعمق في الطرح قياساً بما كتبه من قبل عبدالعزيز، وإذا ما قيس الأمر بتجربة بشار عباس في مسلسل "شبابيك" فمن المرجح أن نكون أمام حكاية ببناء درامي محكم، ولاسيما أن الكاتب الشاب هو واحد ممن اختبروا الدراما في موقع المخرج والكاتب والناقد، ويفترض أنه عرف بواطن القوة والضعف في المعالجات الدرامية.
يجمع "ترجمان الأشواق" 3 من مخضرمي الدراما السورية ابتداء من خشبة المسرح هم: الفنان عباس النوري وأستاذا المسرح السوري غسان مسعود وفايز قزق، وتقف إلى جانب الثلاثة الفنانة شكران مرتجي، ابنة المعهد العالمي، والممثلة التي أثبتت في تجارب سابقة أنه يكفيها مشهد واحد يختزن طاقة وجدانية لتصنع حضورها المختلف والمؤثر.
وبذلك يمكن القول إننا في "ترجمان الأشواق" سنكون عينا سينمائية تعشق الصورة، تقع على ممثلين يعرفون قيمة الكلمة.
لا نجزم بنجاح "ترجمان الأشواق"، انطلاقا من قاعدتنا "أن ما من أحد يمتلك وصفة كاملة لنجاح العمل الفني"، ولكن في العمل كل المؤشرات التي تشجع ليكون موضع اهتمام في زحام العروض الرمضانية.
ويعرض المسلسل على قناتي: "الفضائية السورية" و"سوريا دراما".