فيلم جديد من "3 x".. سينما حركة بمفاهيم مغايرة
أفلام الحركة وأفلام الخيال العلمي هي نوعية من الأفلام لها محبوها في كافة أنحاء العالم.
أفلام الحركة وأفلام الخيال العلمي هي نوعية من الأفلام التي لها عشاقها في كافة أنحاء العالم، ويعد الإقبال الكبير من الجمهور هو السبب الرئيسي في تحقيق تلك النوعية من الأفلام أرباحا خيالية، واستمرار خروج العديد منها لصالات العرض، بل إن البعض منها يعاد إنتاجه بنفس نجومه الرئيسيين ونفس العنوان، لكن مع أجزاء جديدة وصل البعض منها إلي سبعة وثمانية افلام. وتواجه تلك النوعية من الأفلام صعوبات كبيرة في إنتاج فيلم جديد من نفس السلسة، وذلك لأن الجمهور الذي يدفع أمواله لمشاهدة فيلم جديد من السلسلة، يود أن يرى ما هو جديد في مجال تصميم المعارك، والمواقف الخطرة التي يمر بها أبطاله، فهو لا يود أن يرى مواقف مكررة، أو نسخاً مطابقة.
وبالطبع، فإن هذا يتطلب سيناريو جديدا، تختلف عناصره كليا عن الأفلام السابقة، بل وتختلف عن الأعمال السينمائية الأخرى من نفس النوعية، ويتطلب الأمر تنفيذاً جيداً لعناصر ذلك السيناريو تكنيكياً، حيث إن الغالب على تلك النوعية من السينما هو مشاهد الحركة، وبالتالي فإن استعانة تلك الأفلام بخبراء معارك ومدربين مشاهد قتال، وكذلك مصممي ومنفذي للخدع السينمائية أمر ضروري، وكل هذا يعني أرقام إنتاج خيالية.
من تلك النوعية سلسلة أفلام xXx من بطولة فان ديزيل، وصامويل جاكسون، والتي بدأت منذ عام 2002، تبعها فيلم آخر في 2005، وها هو الجزء الثالث من السلسة يخرج هذا العام 2017 تحت عنوان (3 أكس عودة إكسندر كاج).
وأكسندر كاج هو بطل الفيلم الخارق (فان ديزيل)، والذي مات في الفيلم السابق، ولكنه بالطبع كان موتاً مزيّفاً ليعود لنا في الفيلم الجديد، فالبطل لا يموت. أكسندر كيج عضو في فريق خاص للمهام يعمل سرا لصالح المخابرات المركزية الأمريكية، تحت رعاية الضابط (أوغسطس جيبونس – صامويل جاكسون).
يبدأ الفيلم بالضابط أوغسطس وهو يجند عميلا جديدا لينضم إلى فريقه، هذا العميل الجديد هو لاعب الكرة البرازيلي "نيمار"، قبل أن يسقط قمر صناعي من السماء على الحي الموجدان به، ليقتل كل من به بما فيهم نيمار والضابط أوغسطس.
كانت هذه أهم عناصر الفيلم الجديدة، أقمار صناعية تتساقط من السماء كقنابل فتاكة تدمر سكان الأرض، لكن الجديد الآخر الذي حاول صناع الفيلم إضافته لأول مرة، هو أن الفريق الذي سينقذ الأرض من قنابل الأقمار الصناعية المتساقطة ليس محصورا فقط على مواطني الولايات المتحدة الذين طالما أنقذوا الأرض من كوارث عدة سابقا (كوارث صنعتها هوليوود بالطبع)، حيث تكون الفريق المصاحب لفان ديزل من: "دانيل يان" نجم سينما هونج كونج، و"روبي روز"، و"توني كوليت" من السينما الاسترالية"، وبالطبع "نيمار" نجم كرة القدم البرازيلية، و"ديبيكا باوكون" من بوليوود الهندية، ونجم الرياضات والسينما القتالية التايلاندية "توني جا"، والممثل الصيني الكندي "كريس وو" ،وأخيراً الملاكم والممثل الإنجليزي "ميشيل بيسبينج".
العنصر الأول المميز للفيلم، موضوعه شديد الارتباط بالمتغيرات الحادثة في عالمنا المعاصر، وتناولها الفيلم بلا أي محاذير. ويتمثل ذلك في وجود ظاهرة سقوط أقمار صناعية من الفضاء على كوكب الأرض، لتكون بمثابة قنابل تدمير شامل، وتكتشف وكالات الأمن الأمريكي أن عملية اسقاط الأقمار تلك يتم توجيهها عبر جهاز مبتكر يسمى (صندوق باندورا)، وبالطبع هذا الاسم منتحل من الميثولوجيا اليونانية الشهيرة. ويُفتتح الفيلم بسقوط قمر صناعي يقتل رئيس فريق 3 أكس والمتدرب الجديد له (نيمار) في أحد المطاعم الصينية. هنا تستدعي وكالة المخابرات الأمريكية عميلها القديم (اكسندر كاج- فان ديزيل)، من أجل الحصول على صندوق باندورا هذا. وبداية يكتشف الكسندر كاج أن مدير المخابرات الأمريكية نفسه هو من يدير عملية إسقاط الأقمار الصناعية تلك، لماذا؟ لأنه ضد عمليات التجسس الالكترونية التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الامريكية على كل مواطني كوكب الارض. ونشاهده وهو يطالب بوقف كل عمليات التجسس تلك، وألا سيستمر بقذف كوكب الأرض بأقمار صناعية موجهة من الفضاء الخارجي. وبغض النظر على نوبة استيقاظ الضمير التي تنتاب رئيس المخابرات الأمريكية نفسه، إلا أن الفيلم يشير هنا إلى فضيحة التجسس الشهيرة، التي فجّرها موظف وكالة الأمن القومي الامريكي "أدور سنودون"، وبالطبع هذا أمر جديد في أفلام حركة مماثلة لسلسة أفلام 3 أكس، والتي طالما صُنعت لإظهار أن أجهزة الأمن القومي الأمريكي تمثل عنصر الخير، في مواجهة الآخرين الممثلين للشر في العالم، أو حتى في الكون نفسه.
يجعل الفيلم بطله ينجح بالطبع في الحصول على صندوق باندورا هذا، ولكن المفاجأة تأتي عندما نكتشف أن المخابرات الأمريكية تريد الحصول على هذا الجهاز لاستخدامه ضد دول محددة، وأن هناك أمراً بقتل العميل أكسندر كاج ومن معه، الأمر لم ينجح بالطبع، وينجو الكسندر كاج ومن معه ويدمر جهاز بندورا، ويقتل فريق المخابرات الأمريكية الذي أُرسِل لقتلهم، بل وزيادة في إسعاد الجمهور، يكشف لنا الفيلم أن مؤسس فريق 3 أكس الذي قُتِل في بداية الفيلم مع المتدرب الجديد (لاعب الكرة نيمار)، لم يمت، لا هو ولا لاعب الكرة المصاحب له، الأمر لا يحتاج منا أي تعجب فهذا هو منطق تلك النوعية من الأفلام، بالطبع هذا الفيلم المختلف نوعا في السلسلة استلزم منتجين متعددين مع شركة كولومبيا الأمريكية، منهم شركات إنتاج صينية، ولكنه كان أعلى أفلام السلسة ربحاً، حيث تكلف 85 مليون دولار، وحقق 346 مليون دولار إيرادات.
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4yMDEg جزيرة ام اند امز