مطالبات بالتحقيق مع رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة بسبب الفساد
رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة باك جون-هاي تواجه انتقادات ومطالبات بالتحقيق معها سريعا على خلفية فضيحة فساد أطاحت بها من منصبها
واجهت رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة باك جون-هاي انتقادات، الإثنين، بسبب تعهد ينطوي على تحد بأن حقيقة مساءلتها ستنكشف، بينما حث حزب المعارضة الرئيسي سلطات الادعاء على التحقيق معها سريعا.
وعزلت المحكمة الدستورية باك من منصبها يوم الجمعة الماضي عندما أيدت تصويت البرلمان بمساءلتها بسبب فضيحة استغلال نفوذ هزت نخبة السياسة والأعمال في البلاد.. ونفت باك ارتكاب أي أخطاء.
وغادرت باك مقر الرئاسة المسمى بالبيت الأزرق في سول، مساء أمس الأحد، لتعود إلى منزلها الخاص في حي جانجنام بالعاصمة، كمواطنة عادية بعد تجريدها من حصانتها الرئاسية التي حمتها من الملاحقة القضائية.
وقال تشو مي.آي رئيس الحزب الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، في اجتماع اليوم الإثنين "رفضت حتى في لحظة مغادرتها أن تتفوه بكلمة ندم أمام (..) ولم تعلن شيئا سوى العصيان والتحدي".
ولم يصدر عن باك أي تصريح علني منذ حكم المحكمة يوم الجمعة، لكن متحدثا قرأ بيانا منها بعد عودتها إلى منزلها، والذي عبرت فيه عن أسفها لعدم قدرتها على إكمال فترتها الرئاسية.
ونقل المتحدث عنها قولها: "سيستغرق الأمر وقتاً لكنني أعتقد أن الحقيقة ستنكشف".
وفسر كثير من الكوريين الجنوبيين ذلك على أنه احتجاج على حكم المحكمة الدستورية ضدها.
ويتهم ممثلو الادعاء باك بالتواطؤ مع صديقتها تشوي سون-سيل للضغط على الشركات الكبرى للمساهمة في تمويل مؤسسات أقيمت لدعم سياستها والسماح لها بممارسة نفوذ على شؤون الدولة.
وتنفي باك وتشوي ارتكاب أي أخطاء ورفضت باك الرد على أسئلة المحققين.
وباك (65 عاما) هي أول رئيسة كورية جنوبية منتخبة ديمقراطيا تعزل من منصبها.
وستجرى انتخابات رئاسية مبكرة في التاسع من مايو/أيار المقبل.
وجاءت الإطاحة بها بعد أشهر من الجمود السياسي والاضطرابات بشأن فضيحة فساد زجت أيضاً برئيس مجموعة سامسونج العملاقة في السجن وأخضعته للمحاكمة.
وتزامنت الأزمة مع توترات متزايدة مع كوريا الشمالية وغضب صيني بسبب نشر نظام دفاع صاروخي أمريكي في كوريا الجنوبية.
وشكل البرلمان فريقاً من المدعين الخاصين للتحقيق في الفضيحة، لكن تفويضه انتهى وسلمت القضية إلى الادعاء العام.
ولم يتسن الحصول على تعليق من مكتب مدعي الدائرة المركزية في سول، لكن وسائل إعلام ذكرت أن المدعين يدرسون استدعاء باك هذا الأسبوع على أقرب تقدير.
ويعتبر عزل باك سقوطا دراميا لأول امرأة تتولى رئاسة كوريا الجنوبية ولابنة باك تشونج-هي الدكتاتور العسكري السابق الذي حكم البلاد في عهد الحرب الباردة.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي تغادر فيها باك البيت الأزرق.
ففي عام 1979 وبعد تسعة أيام من الحداد عقب اغتيال والدها غادرت باك البيت الأزرق مع إخوتها وتوجهوا لمنزل عائلي. وكانت باك تقوم بدور السيدة الأولى بعد مقتل والدتها بالرصاص في محاولة اغتيال سابقة لوالدها.