تأثير الطاقة النظيفة.. الهيدروجين يحرك العلاقات الألمانية المغربية
ربما تصبح الطاقة المتجددة هي المحرك الأسرع للمشهد العالمي في المرحلة المقبلة، وما يحدث من تأسيس تحالفات وتوقيع اتفاقية يجسد ذلك.
صفحة جديدة بالعلاقات الألمانية المغربية.. عبر الهدروجين
وعلى مسار العلاقات المغربية الألمانية، فقد أجمع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيرته الألمانية أنالينا بايربوك اليوم الخميس، على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين مبنية على الوضوح والثقة والتعاون من أجل المصالح المشتركة وفق آليات جديدة.
وأعلن الوزيران ، في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط في أعقاب زيارة رسمية للوزيرة الألمانية، فتح حوار استراتيجي على مستوى الخارجية وإعادة إحياء اللجنة الاقتصادية للدفع بالتعاون المشترك في المجالين الاقتصادي والمالي وتعزيز الشراكة في مجموعة من المجالات منها الهيدروجين الأخضر والطاقة والاستثمار وتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
وجدد البلدان، في بيان مشترك، رغبتهما في تطوير العلاقة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما جددت الوزيرة الألمانية الدعوة التي وجهها من قبل الرئيس الألماني لملك المغربي لزيارة ألمانيا منوهة كذلك بالإصلاحات الهامة التي يباشرها المغرب في مجموعة من المجالات والدور المهم الذي يلعبه المغرب كشريك أساس للاتحاد الأوروبي في شمال أفريقيا والقارة السمراء ككل.
وأشارت أنالينا بايربروك إلى مجموعة من الحقائق التي تؤكد أهمية الشراكة بين البلدين والروابط الثقافية والتجارية التي تجمعهما والمتمثلة في إقبال المغاربة على تعلم اللغة الألمانية والشراكات المتعددة في التعليم العالي والتبادل السياحي المتنامي إضافة إلى الملفات التي تحظى بأولوية في مجالات الطاقات المتجددة وأزمة المناخ وتطوير الهيدروجين الأخضر والهجرة ومكافحة الإرهاب.
ريادة مغربية بسباق الهيدروجين العالمي
عمل المغرب منذ سنوات على تبني سياسة طاقية تتجه نحو الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة بشكل كبير، وبالتالي الحد من الاعتماد على المصادر الأحفورية الملوثة للبيئة. في حين تتجه المملكة لكي تصبح واحدة من أهم البلدان المنتجة لمادة الهيدروجين.
يسعى المغرب جاهدا إلى إيجاد بدائل للطاقات الأحفورية، عن طريق تسريع انتقاله الطاقي نحو مصادر نظيفة تضمن له الاكتفاء في مجال الطاقة على المديين المتوسط والبعيد، وتمكنه من الاستجابة لحاجياته من الطاقة من جهة والحد من الانبعاثات السامة من جهة أخرى.
ويعد الهيدروجين الأخضر أحد أهم البدائل النظيفة التي يراهن عليها المغرب، إلى جانب الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لسد حاجياته بل وتصدير الفائض الذي قد يحققه مستقبلا، في وقت تعرف فيه أسواق الطاقة تقلبات مصحوبة بمشاكل في الإمداد.
وبخصوص سياسة المغرب الخاصة بإنتاج الهيدروجين الأخضر، قطع المغرب أشواطا كبيرة في إنتاجه، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الدولية ظهور مراكز نفوذ جيوسياسي جديدة على أساس إنتاج الهيدروجين واستخدامه بالتوازي مع إعادة النظر في استعمالات الطاقات "الملوِّثة" التي أضحت تقض مضجع حماة البيئة أكثر من أي وقت مضى، لا سيما مع ارتفاع حرارة الأرض الذي بلغ مستويات غير مسبوقة.
وتتألف خارطة طريق المغرب لتطوير الهيدروجين الأخضر من ثلاثة محاور أساسية تشمل تملك التكنولوجيات الضرورية، وتطوير السوق والطلب، ثم جانب الاستثمار والتموين.
ومن جانبها، صرحت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرا، أن المغرب يستعد لتطوير الهيدروجين الأخضر خلال العقد المقبل، مشيرة إلى تبني المملكة خريطة طريق من أجل تطوير الهيدروجين عبر إطلاق أول تجمع للهيدروجين الأخضر بأفريقيا "Cluster Green H2" الذي يضم فاعلين عموميين وخواصاً مغاربة وأجانب.
وأوضحت بنخضرا أن الهدف من وراء إنشاء ذلك التجمع هو الانكباب على التطورات التكنولوجية في هذه السلسلة الاقتصادية والصناعية الواعدة للغاية، مؤكدة أن "بإمكان المغرب أن يصبح فاعلاً لا محيد عنه في تصدير الهيدروجين الأخضر نحو أوروبا بكلفة تنافسية جداً، بالنظر إلى توفره على مصادر طبيعية في مجال الطاقات المتجددة ذات الجودة العالية، لا سيما بواجهته الأطلسية وأقاليمه الجنوبية، حيث أضحى وجهة جذابة للاستثمارات العالمية في هذه الشعبة الاقتصادية والصناعية".
كما تمكن المغرب من جلب استثمارات ضخمة في المجال، أبرزها مشروع شركة "توتال إرين" Total Eren التابعة لمجموعة "توتال إنرجيز" Total Energies التي خصصت غلافا مالياً ضخما يُقدر بـ10.69 مليار دولار، أي ما يعادل 100 مليار درهم لإنجاز مشروع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء في جهة كلميم-واد نون في الصحراء المغربية.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز