الإنذار المبكر عند الطيور رهن تغير المناخ.. نداء " القرقف" الأخير
مع زيادة تواتر العواصف والأعاصير بفعل تغير المناخ، زادت أهمية أنظمة الإنذار المبكر التي تعتمد على مراقبة أنماط سلوكيات الطيور.
وتنبأت دراسة دولية أن درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن تغير المناخ ستؤثر على آلية التنبيه التي تستخدمها طيور القرقف لدق ناقوس الخطر وإخافة الحيوانات المفترسة، مما قد يؤثر على مستقبل الأنواع، وتم نشر النتائج في دورية "علم البيئة السلوكية وعلم الأحياء الاجتماعي".
وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، البروفيسور ماندي ريدلي من كلية العلوم البيولوجية بجامعة غرب أستراليا، إن طيور القرقف كانت حساسة للغاية لتغير درجة الحرارة لأنها صغيرة الحجم، ولديها معدلات أيض عالية وكانت نشطة في ساعات النهار.
وتضيف: "نحن نعلم أن تغير المناخ يتسبب في زيادة موجات الحر من حيث العدد والكثافة، وأردنا أن نفهم كيف تؤثر التأثيرات المحتملة على سلوكيات الطيور المغردة والآثار اللاحقة على بقائها".
وتوضح ميلين دوتور من كلية العلوم البيولوجية بجامعة غرب أستراليا، والباحثة المشاركة بالدراسة، أن طيور القرقف لديها نوعان من نداءات الإنذار، مع كل من استراتيجيات الاتصال الحاسمة لتنبيه الطيور الأخرى إلى التهديدات من الحيوانات المفترسة المحتملة.
ووجدت الدراسة، التي شارك فيها أيضا علماء من فرنسا وألمانيا، وشهدت قيام باحثين بقياس الاستجابة لنداءات الإنذار من الطيور الكبيرة في الغابات القريبة من ليون في فرنسا على مدى ثلاثة أشهر، وجود علاقة بين درجات الحرارة المرتفعة وسلوكيات الطيور المغردة.
وتقول ريدلي: "مع ارتفاع درجات الحرارة، أظهرت الطيور استجابة أكثر سلبية مع انخفاض حجم وشدة نداءات المهاجمة".
وتشير الآثار المترتبة على النتائج إلى أن التغيرات في السلوك الناجمة عن المناخ يمكن أن تؤثر على قدرة الطيور المغردة على الاستجابة بفعالية للتهديدات والحيوانات المفترسة.
وبالنظر إلى أن بقاء الطيور متشابك مع قدرتها على التواصل والاستجابة للخطر، فإن فهم التأثيرات المتتالية للتحولات السلوكية الناجمة عن درجة الحرارة أمر بالغ الأهمية، كما يؤكد الباحثون.
وتقول دوتور إن الدراسة خلصت إلى أن هناك حاجة ملحة لتحديد تكاليف التعرض للحرارة لدى المجموعات الطبيعية، حتى يتمكن العلماء من تحسين فهمهم للسياق الذي تغير فيه الحيوانات سلوكها استجابة للظروف المناخية.