تغير المناخ والأمن القومي.. خبير يتحدث عن القلق العالمي المتصاعد (خاص)
في وقت لا يزال فيه قطاع كبير من الناس يتجاهل قضية تغير المناخ، بدأت كثير من الدول تصنفها على أنها من قضايا الأمن القومي.
وصدرت في 23 أبريل/ نيسان الجاري مراجعة استراتيجية للجيش الأسترالي، خصصت ما يزيد قليلا عن صفحة من أصل 100 صفحة، للحديث عن تغير المناخ، وتم وصف تلك القضية بأنها من قضايا الأمن القومي، الأمر الذي من شأنه أن يثير تساؤلات حول البعد الأمني في القضية، وهو ما سنحاول التعرف عليه من بيتر فيلبس، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة كوينزلاند الأسترالية.
وفي مقابلة خاصة مع بوابة "العين الإخبارية" أجاب فيلبس عن مبررات إعطاء الصبغة الأمنية للقضية، وهل أستراليا هي الدولة الوحيدة التي تعطيها هذا البعد الأمني؟
وإلى نص الحوار:
ما رأيك في التقارير التي تدرج تغير المناخ ضمن قضايا الأمن القومي؟
تحول مهم يكشف حقيقة أن التعامل مع تداعيات تغير المناخ، قد يكون من مهام القوات المسلحة، وهو ما يعني أنها معنية بتلك القضية.
كيف يكون مكافحة التغير المناخي من مهام القوات المسلحة؟
المراجعة الأسترالية تتعامل مع البعد الأمني للقضية من منطلق أن تغير المناخ يشكل أكبر مصدر محتمل لصرف الجيش الأسترالي عن الانتباه للقتال الحربي، حيث يتم استدعاء القوات المسلحة بشكل متزايد للاستجابة للكوارث الطبيعية، وهو ما يجعلها أقل استعدادا لخوض حرب، ولذلك تم وصفها بأنها قضية أمن قومي، وهذا المفهوم الذي طرحته المراجعة الأسترالية ضيق للغاية.
لماذ تصفه بذلك؟
لأن مفهوم العلاقة بين تغير المناخ والأمن القومي أشمل وأوسع من ذلك، حيث يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة احتمالية نشوب النزاعات المسلحة، ويمكن أن يؤدي الجفاف الناجم عن المناخ والتصحر وتغير أنماط هطول الأمطار وفقدان الأراضي الصالحة للزراعة إلى انهيار الحكومات أو فرار السكان.
وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون وبعض المحللين، قد أشاروا إلى دور تغير المناخ في المساهمة في الصراع المسلح في منطقة دارفور بالسودان والحرب الأهلية في سوريا.
ومن المرجح أن يؤدي تغير المناخ دون رادع إلى زيادة الطلب على القوات المسلحة للاستجابة للكوارث الطبيعية، والتي يُتوقع أن تزداد شدتها وتواترها، وهذه النقطة بالتحديد التي ركزت عليها المراجعة الاستراتيجية الأسترالية، دون النقاط الأخرى.
ولماذا في رأيك تم التركيز عليها؟
ربما لأنه تتم دعوة الجيش والقوات الجوية بشكل متزايد للاستجابة لموجة "الكوارث غير المسبوقة" في أستراليا مثل فيضانات السنوات الماضية، وحرائق الصيف في 2019 – 2020.
وهل أستراليا رائدة في توصيف تغير المناخ كقضية أمن قومي؟
دول كثيرة سبقت أستراليا في هذا التوجه، فالجيش الأمريكي بدأ في تحليل ما سيعنيه تغير المناخ بالنسبة له في التسعينيات، وأعطت حكومة الرئيس جو بايدن أولوية أكبر لتغير المناخ في مجلس الأمن القومي وربطت بقوة بين المناخ والأمن، ولدى المملكة المتحدة هيئة خبراء داخل وزارة الدفاع تدرس التداعيات الأمنية لتغير المناخ.
واستغلت السويد وألمانيا وقتهما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة للضغط من أجل إصدار قرار بشأن دور المنظمة في معالجة التداعيات الأمنية الدولية لتغير المناخ، وتدفع السويد باتجاه المزيد من الاستعداد العسكري لتغير المناخ.