التغيرات المناخية.. «وحش مخيف» يلاحق أطفال اليمن
أخطارٌ كثيرةٌ ناتجة عن التغيرات المناخية تهدد حياة أطفال اليمن وتزيد من معاناتهم المختلفة، في ظل ما تشهده البلاد من أوضاع صعبة إثر الحرب الحوثية.
ومن أبرز الأضرار التي تلحق بالأطفال في مختلف المناطق اليمنية، الأمطار الغزيرة وما تخلفه من سيول عارمة وفيضانات، حيث تتسبب بأضرار شديدة وجرف منازل ومخيمات بالإضافة إلى زيادة انتشار الأمراض والأوبئة، مثل الملاريا والكوليرا وسوء التغذية والإسهال وحمى الضنك.
آثار تغير المناخ على الطفولة
وضرب اليمن يومي 23 و24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إعصار "تيج"، حيث تركز في أرخبيل سقطرى، ومحافظة المهرة، وامتدت آثاره إلى عدة محافظات شرق وجنوب البلاد، خاصة حضرموت وشبوة وأبين.
وأدى إعصار تيج إلى إلحاق أضرار فادحة باليمنيين وأطفالهم، إذ دمّر في محافظة أرخبيل سقطرى وحدها، نحو 500 منزل كليًّا أو جزئيًّا، فيما تسبب بنزوح 192 أسرة، تضم مئات الأطفال، بحسب تقرير لمكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة باليمن.
وأضاف التقرير اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن إعصار تيج والذي ضرب محافظة المهرة خاصة مديريتي حصوين والغيضة، وامتد إلى سقطرى أدى إلى سقوط 6 حالات وفاة، وإصابة 473 شخصاً بينهم نساء وأطفال في المهرة، و31 مصابا في سقطرى.
وأشار إلى أن الإعصار تسبب بنزوح 1700 أسرة إلى المدارس الحكومية، وتضرر 18,659 أسرة خاصة في محافظات المهرة وسقطرى وحضرموت.
لم تقتصر آثار الأعاصير والفيضانات على الأشخاص فقط، بل امتدت لتشمل العملية التعليمية وتتسبب بإيقافها لعدة أيام.
الأطفال أبرز الضحايا
آثار عديدة للتغيرات المناخية ضحاياها من النساء والأطفال، وهي الفئات الأكثر ضعفاً في مواجهة حدة التغيرات المناخية التي تشهدها اليمن بشكل خاص، ومختلف دول العالم بشكل عام.
وخلال العام الماضي، توفي 7 أطفال نازحين بمحافظة مأرب وسط اليمن، نتيجة موجات البرد الشديدة التي تعرضت لها مأرب، وهي أكبر المحافظات اليمنية التي تؤوي أكثر من مليوني و200 ألف نازح، بسبب حرب الحوثي منذ 9 أعوام.
وبحسب خبراء مناخ لـ"العين الإخبارية"، فإن أضرار الفيضانات والأمطار الغزيرة وما تخلفه من سيول جارفة تعد من أبرز آثار التغيرات المناخية التي تلحق بالأطفال في بلدٍ مثل اليمن، يفتقر لمقومات مواجهة تلك التغيرات والتخفيف من آثارها، نتيجة حرب مليشيات الحوثي ضد اليمنيين ونهبها مؤسسات وموارد الدولة.
وأضاف الخبراء أن الفيضانات والسيول تخلف أضراراً واسعة بفئة الأطفال وتتسبب بقتل آخرين نتيجة الغرق، كما حدث في عدّة محافظات يمنية أبرزها، مأرب وتعز وإب ولحج والحديدة والضالع وشبوة وأبين.
وأشار الخبراء إلى أن تأثيرات تغير المناخ لم تقتصر على السيول والفيضانات والأعاصير فقط، بل امتدت إلى الجفاف وتوسع رقعة التصحر، وهو ما يشكل أعباء إضافية على أطفال اليمن، الذين يعيش نسبة كبيرة منهم في الأرياف، ويعانون من شح مياه الشرب.
معاناة أطفال الريف
ويضطر العديد من الأطفال باليمن خاصة في المناطق الريفية إلى قطع مسافات طويلة، لتوفير كمية بسيطة من المياه لأسرهم، بسبب تحمل الأطفال أعباء جلب المياه ورعي المواشي وغيرها.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، فإن اليمن يحتل المرتبة الثالثة بآثار التغيرات المناخية التي تطال الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من بين أعلى 10 دول عربية في تعرض أطفالها لصدمات بيئية ومناخية.
وقالت المنظمة الأممية في بيان لها بوقت سابق، إن الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة التي يشهدها اليمن، أدت إلى إلحاق أضرار جسيمة بالأطفال وآلاف الأسر اليمنية، خاصة بمخيمات النازحين والذين نزحوا بسبب حرب الحوثيين وبطشهم، وأن 73,854 أسرة تأثرت بسبب تلك الأمطار والفيضانات، فيما نزحت 24,000 عائلة، لذات السبب.
وأكدت المنظمة أن مستويات غير مسبوقة من الفيضانات، تشهدها جميع دول أنحاء العالم خلال العام الأخير، ويرافقها زيادة التهديدات ضد الأطفال.
وأضافت أن أزمة المناخ موجودة، وفي كثير من المواقع جاءت الفيضانات لتكون أسوأ مما كانت عليه منذ جيل -كما تؤكده المنظمة -، أو حتى أجيال، مشيرةً إلى أن الأطفال يعانون بالفعل على نطاق لم يعانِه آباؤهم من قبل من حدة التغيرات المناخية.
الظواهر الجوية الشديدة وتغيرات نمط دورة المياه تجعل من الوصول إلى مياه الشرب الآمنة أمراً صعباً، خاصة بالنسبة للأطفال الأكثر هشاشة، إذ أن نحو 74 % من الكوارث الطبيعية بين عامي 2001 و2018 كانت متعلقة بالمياه، بما في ذلك الجفاف والفيضانات، بحسب اليونيسف، ومن المتوقع أن يزداد تكرار وشدة مثل هذه الأحداث مع التغير المناخي.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز