خبير بيئي عن قمة المناخ: العالم يتخطى جمود حقبة ترامب
"كانت حقبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب 4 سنوات من الجمود البيئي، واليوم يزيل العالم غبار تلك الحقبة".
بهذه العبارة وصف الخبير البيئي خالد عبدالمنعم، أستاذ العلوم البيئية بجامعة عين شمس المصرية، التعهدات الدولية في قمة المناخ.
وبعد 4 سنوات من عدم التحرك في مجال المناخ وإنكار المشكلة خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاقية باريس للمناخ، في عهد الرئيس جو بايدن.
ويقول عبدالمنعم: "كان العالم ينتظر ما ستعلنه أمريكا في قمة المناخ، للتأكيد على أن العودة الأمريكية للاتفاقية، ليست مجرد عودة طالب سيئ إلى المدرسة بعد تغيبه عن الدروس، كما قالت الخارجية الصينية الأسبوع الماضي".
ويضيف أنه بالرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أظهر إلى جانب العودة لاتفاقية باريس، اهتماما بالقضايا البيئية عن طريق إعطاء السياسات الصديقة للمناخ أولوية قصوى في خطته لتعافي الاقتصاد الأمريكي من الأضرار الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، إلا أن العالم كان ينتظر ما سيتم إعلانه اليوم بقمة المناخ.
وتعهد الرئيس الأمريكي، الخميس، بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 50 و52% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2005، ويمثل هذا الهدف ضعف التزام واشنطن السابق تقريبا بتخفيض 26% إلى 28% من الانبعاثات بحلول عام 2025، وسيسمح هذا الهدف للاقتصاد الأمريكي بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويشير عبدالمنعم، إلى أن هذا التعهد الأمريكي سيعيد الولايات المتحدة لقيادة العالم في قضية المناخ ويمنحها القدرة على مطالبة حلفائها بمزيد من الالتزام بتعهدات اتفاقية باريس، حيث شجع الانسحاب الأمريكي السابق من اتفاقية باريس للمناخ حلفائها على إهمال تنفيذ بنود الاتفاقية".
وحتى لا يفقد التعهد الأمريكي زخمه وتأثيره، يتوقع عبدالمنعم أن تتخذ أمريكا إجراءات لقيادة التوجه العالمي نحو تحويل الكثير من أنشطة القطاع الصناعي إلى أنشطة صديقة للبيئة، وفي مقدمة ذلك التقليل من الوقود الأحفوري، والذي يتسبب في انبعاثات أكاسيد الكربون والنيتروجين، التي تؤثر بالسلب على طبقة الأوزون، ومياه البحار التي تجعلها أكاسيد الكربون والنيتروجين حامضية.
وتناقش قمة المناخ العديد من الملفات الخاصة بموضوع تغير المناخ وفي مقدمتها خفض الانبعاثات ومواجهة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وسبل تنفيذ الدول تعهداتها بهذا الشأن، خصوصاً البلدان الصناعية الكبرى المتهمة بالتسبب في الجانب الأكبر من الأزمة.
وتشهد القمة، التي تعقد افتراضيا مشاركة قادة أكثر من 40 دولة حول العالم، بسبب قيود جائحة كورونا وسيتم بثها عبر الإنترنت للعامة.
وتُعدّ القمة التي تستمر على مدى يومين (22 و23 أبريل/نيسان) امتداداً للجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي والتقليل من آثاره.
ويبحث القادة الالتزامات الخاصة بالتغير المناخي ومنها تمويل برامج الطاقة النظيفة والابتكارات والتحول إلى ما يعرف بالمشاريع الخضراء ودور أسواق رأس المال في هذا المجال.