بالفيديو.. برقية سرية أمريكية: إدارة أوباما رفضت دعم اليمن لمحاربة الحوثيين
مسؤول يمني واجه واشنطن بشكوكه حول "أجندة سرية أمريكية" في بلاده، وفق ما جاء في برقية نشرها موقع "ويكيليكس".
تبدأ "بوابة العين الإخبارية" نشر سلسلة من البرقيات التي تبادلها دبلوماسيون أمريكيون خلال فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي تكشف عن حصول هذه الإدارة على معلومات من الحكومة اليمنية بتلقي الحوثيين الدعم من إيران.
ومع ذلك رفضت إدارة أوباما النظر لقضية مواجهة أطماع الحوثيين كأولوية، كما امتنعت عن تقديم الدعم للحكومة اليمنية لمحاربتهم.
ففي برقية سرية كتبها السفير الأمريكي السابق في اليمن ستيفن سيشي، يكشف عن أن نائب وزير الخارجية اليمني، محيي الضبي، أبلغه بأن "الحوثيين يتلقون الدعم من الشيعة ومن إيران".
البرقية المؤرخة في 15 نوفمبر/تشرين ثان عام 2009، والتي اطلعت عليها "بوابة العين الإخبارية"، تبرز تساؤل الضبي عما إذا كان لدى الولايات المتحدة "أجندة سرية" في اليمن.
فالضبي الذي وصف الحوثيين بأنهم "حزب الله آخر"، يكشف عن رفض وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة دعم الحكومة اليمنية لمحاربة جماعة أنصار الله.
وكتب السفير الأمريكي في البرقية، التي نشرها موقع التسريبات ويكيليكس "الضبي يتطلع إلى تبادل صريح لتوضيح جداول أعمالنا وآرائنا فيما يتعلق بالصراع مع الحوثيين الذين أشار إلى أن الحكومة اليمنية تعتبرهم تهديدا مباشرا لها تماما كتنظيم القاعدة".
وأضاف أن الضبي طلب عقد اجتماع انطلاقا من "الرغبة في البحث مع السفير في جلسة غير رسمية لمراجعة شواغلنا وتوضيح خلافاتنا بشأن صراع الحكومة مع الحوثيين".
وأوضح أنه "ربما هناك معلومات لا يشارك أحدنا الآخر فيها"، ورد السفير بأنه "ليس لدى الولايات المتحدة الأمريكية أجندات مخفية، ولذا فإنه حتى الآن لا توجد معلومات تؤكد اتهامات الحكومة اليمنية بالتورط الإيراني في الصراع".
لكن السفير الأمريكي استدرك في برقيته قائلا إن "الضبي أشار إلى أن حكومته تعتبر الحوثيين خطرا مباشرا، واصفا القاعدة بأنها تهديد بعيد المدى، وقال إن الحكومة تؤمن بأن هناك سياسة من قبل آخرين أمثال إيران والشيعة لدعم الحوثيين، وهذا الدعم من طرف ثالث وتوغل الحوثيين مؤخرا في المملكة العربية السعودية يجعل الصراع خطيرا جدا".
واستنادا إلى البرقية فإن المسؤول اليمني عرض زيارة واشنطن لعرض وثائق أعدها المسؤولون والوزراء في بلاده على الولايات المتحدة لتبادل المعلومات.
وأشار الضبي، وفقا للبرقية، إلى أنه التقى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على هامش "منتدى المستقبل" في مراكش بالمغرب، وتحدث باقتضاب عن القضايا ذات الاهتمام اليمني-الأمريكي المشترك بما فيها الصراع في الشمال مع الحوثيين والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
غير أنه أعرب عن قلقه من رفض أمريكا دعم حكومة بلاده في محاربة الحوثيين، وجاء في البرقية: "قال الضبي إن كلينتون سألته عن كيفية إدارة الحكومة للأمور بين الحوثيين والقاعدة، وقد أبلغها أن كلاهما يمثل تهديدا وإذا ما ركزوا على الحوثيين فإنه لن يكون بإمكانهم مواجهة القاعدة، ولكن الحكومة تعتبر الحوثيين التهديد الأكثر إلحاحا، نظرا لخططهم لتوسيع أراضيهم للاستيلاء على أراض على البحر الأحمر".
وتابعت البرقية التي اطلعت عليها بوابة العين الإخبارية، أن نائب وزير الخارجية اليمني، رفض أية تصريحات تعتبر الحوثيين "معارضة"، قائلا إن "هذه الرسالة تمنحهم الشرعية التي لا ينبغي أن يحصلوا عليها؛ إنهم ميليشيات مسلحة وليس لديهم حزب سياسي يمكن أن يندمجوا فيه".
واستطردت البرقية: "الضبي وصف الحوثيين بأنهم حزب الله آخر".
يُذكر أن مسؤولين يمنيين تحدثوا في أكثر من مناسبة عن علاقة حزب الله اللبناني بالانقلابيين الحوثيين، ودوره ليس فقط بتدريب هذه الميليشيات، وإنما مساعدتها ضمن سياسة إيران التدخلية في شؤون دول المنطقة.
وفي إشارته إلى اللقاء مع كلينتون "أعرب الضبي عن قلقه العميق من أن الولايات المتحدة لا تدعم الحكومة اليمنية في معركتها ضد الحوثيين".
ومع ذلك لا يبدو السفير الأمريكي مقتنعا؛ إذ يلخص الاجتماع بالقول "ما زالت لدينا خلافات قوية حول طبيعة التهديدات في اليمن، ونتطلع إلى مثل هذا الاجتماع كفرصة أخرى لإقناع الحكومة اليمنية على أن تركيزها فقط على الحوثيين يحول الاهتمام والموارد عن القضايا الملحة الأخرى".